مدخل؛ لا أحد منا يملك كل الإجابات، لكننا نملك أن نطرح كما كبيرا من الأسئلة بحثا عن إجابة! لنكتب الفكرة؛ إذا اتفقنا أن البحث يبدأ بسؤال فهذا يعني أن علينا أن نحاول أن نجد إجابة لهذا السؤال. فأنت قد تبحث في الانترنت وفي المواقع العلمية الخاصة وفي الكتب المختفية في مكتبة كليتك باحثا عن إجابة لسؤال سأله الأستاذ. وأول ما يطلب منك حين تبدأ في كتابة مشروع رسالة الماجستير أوالدكتوراه هو أن تضع جملة أو فقرة توضح فيها أهدافك. بناء على ذلك دعونا نحاول أن نتفق على مفهوم للبحث العلمي يتناسب مع الفكرة التي سنتحدث عنها سوية اليوم. البحث العلمي سواء أكان نظريا أم عمليا يبدأ بسؤال أو مجموعة أسئلة أو بفرضية ما يحاول الباحث من خلال مجموعة من التجارب العلمية أو الاستنتاجات النظرية أن يجيب عن هذه الأسئلة أو يدعم هذه الفرضية، وفي طريقه للبحث عن إجابة قد يصادف أسئلة أخرى وقد يتوقف أمام بعض الإجابات ويحاول أن يعيد تقييمها، وقد يحتاج لاستشارة آخرين ، وقد يحتاج لمساعدة آخرين كي يكملوا معه المشوار. العلوم تكمل بعضها بعضا، وأنت في تخصصك العلمي الدقيق قد تحتاج لمعرفةٍ بالفلسفة وأصول التفكير وشيء من المنطق وبعض من الفهم في الرياضيات والإحصاء والتعامل مع البيانات وغير ذلك كثير. لنفترض أنك معزول في معمل تستخدم جهازا متطورا تدرس من خلاله خصائص مادة معينة، أو لنفترض أنك قابع خلف ميكروسكوب إلكتروني تنظر لخلية ما بعد صبغها بمادة ملونة، أنت في عزلتك هذه تعرف أن الجهاز الذي بين يديك والذي تستخدمه مثلا لأغراض طبية تشخيصية بحتة هو نتيجة تداخل بين نظريات فيزيائية وتفاعلات كيميائية وربما شيء من المعادلات الرياضية. وأنت في عزلتك هذه قد تتذكر أن عليك التواصل مع الآخرين في النقاش وفي طرح النتائج وفي وضع الخطط للوصول إلى إجابة أو لحل المعضلة العلمية. البحث العلمي الناجح يعتمد على التمازج بين تخصصات علمية مختلفة للوصول إلى إجابة عن عدة أسئلة مطروحة، أليس كذلك؟ فلا أحد منا يملك كل الإجابات.