تجرى كل يوم المئات من العمليات الجراحية في مختلف أنحاء المملكة، وكثير من هذه العمليات تكون عمليات جراحية ضرورية لعلاج الكثير من الأمراض مثل أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري التي لا تستجيب للطرق غير الجراحية في العلاج. هذه العمليات تستدعي كشف بعض أجزاء الجسم المراد علاجها لكي يتمكن الفريق الطبي من إجراء الجراحة، وهذا الكشف يشكل هماً كبيراً لكثير من المرضى من الجنسين ولكن بخاصة عند النساء. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار خصوصية مجتمعنا الشرقي من ناحية المحافظة على ستر العورات والإلتزام بالتعاليم الدينية في هذا المجال نجد أن كثيراً من المرضى يكون هاجس الخوف من التكشف خلال الجراحة أكبر من خوفهم من الجراحة نفسها ولهم في ذلك كل الحق لأن المريض أو المريضة في هذه الأحوال يكون في وضع ضعيف ويحتاج للمرور عبر العديد من الإجراءات التي تبدأ من نقله من غرفة المستشفى إلى غرفة العمليات ومن ثم إجراء العملية ثم الذهاب إلى غرفة الإفاقة وبعد ذلك العودة إلى غرفته في المستشفى. هذه الإجراءات تتطلب نقله من سرير إلى آخر وتعرضه للعديد من الأشخاص المكلفين بعنايته من ممرضات وممرضين وفنيي تخدير وأطباء تخدير والجراحين وبقية الطاقم الطبي وكثير من هؤلاء الأشخاص تكون هذه المرة الأولى التي يراهم فيها المريض أو المريضة. من أجل هذه الأسباب فإن المريض أو المريضة يكون في وضع ضعيف وهو تحت رحمة الله ثم الفريق الطبي الذي يتولى علاجه. وهناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من عملية التكشف للمرض خلال إجراء العمليات الجراحية والتي تتضمن التالي: 1- الحرص على عدم كشف أجزاء الجسم التي لن يتم علاجها. 2- الحرص على أن تكون غالبية الطاقم الطبي من النساء عند علاج المريضة أو من الرجال عند علاج الذكور حسب الإمكان. 3- توفير ملابس داخلية وغطاء خارجي ساتر من قبل المستشفى تكون نظيفة وممكن إدخالها للعمليات. 4- الحرص على تغطية رأس النساء ويمكن استخدام غطاء الوجه الطبي معظم الوقت إلى أن تتم عملية التخدير. 5- الحرص على أن يتم وضع الإبر الطرفية والأقطاب والأجهزة اللازمة لمتابعة المريض خلال التخدير عن طريق ممرضات في حالة المريضات وعن طريق ممرضين من الذكور في حالة الرجال. 6- الحرص على تواجد أقل عدد من الأشخاص داخل غرفة العمليات ولأقصر فترة ممكنة. 7- وضع لوحة تحذيرية لمنع دخول أي شخص خارج الفريق المعالج. 8- تمكين المرافق أو المرافقة من البقاء مع المريض أو المريضة حتي آخر لحظة قبل دخول غرفة العمليات وفي أقرب فرصة بعد انتهاء الجراحة. 9- المحافظة على الأخلاق الطبية والتصرف باحتراف في وجود المريض أو المريضة وذلك بعدم رفع الأصوات أو الحديث في الأمور الشخصية أو الضحك أمام المريض أو المريضة. 10- على رئيس الطاقم الجراحي أن يقوم بمراقبة جميع أعضاء الفريق الطبي والتأكد من التزامهم بالتقيد بجميع الخطوات التي تحفظ الخصوصية اللازمة للمريض أو المريضة. وهنا يجب التنبيه بأن أفضل طريقة لتوفير الخصوصية للمرضى ورفع القلق عنهم هو أن يعامل كل فرد من أفراد الفريق الطبي والجراحي هؤلاء المرضى كأنهم أحد أفراد أسرتهم وذلك لمراعاة الله فيهم والحرص على عدم تكشفهم بغير ضرورة خلال العملية أو عند النقل. كما أن شرح هذه الخطوات للمريض أو المريضة أو ذويهم قبل العملية يساعد كثيراً على تخفيف القلق وعلى كسب ثقتهم بإذن الله مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية. تعريف المريض بالإجراءات يساعد كثيراً على تخفيف القلق هاجس الخوف من التكشف خلال الجراحة أكبر من الخوف من الجراحة نفسها كل يوم تجرى المئات من العمليات الجراحية