هل يمكنك أن تتناقش مع أحمق؟ الإجابة نعم، لكن يصعب أن تلتقي مع منطقه. هل يمكنك أن تتناقش مع شخص عنيد؟ الإجابة نعم، لكن مستحيل أن تصل معه إلى نقطة تفاهم. هل يمكنك أن تتناقش مع شخص يستغبيك أي يحتقر ذكاءك؟ الإجابة نعم، لكن يصعب أن تثق به أو تتواصل معه. هل يمكنك أن تتناقش مع شخص يعتقد خاطئا أنه أفضل منك بمعنى أنه يحاول دائما أن ينتقص منك ويسفه آراءك؟ الإجابة تعتمد على شخصيتك، في الواقع كل الإجابات السابقة تعتمد على شخصيتك فقد تجيب بلا عليها كلها أو على بعضها. النقاش أو الحوار ليس حديثا من طرف واحد، بمعنى حوارنا ونقاشنا هو نوع من التواصل البشري، أي أننا نحن نتواصل مع الآخرين من خلال حديثنا معهم من خلال طرح آرائنا وعرض وجهة نظرنا، لكن هناك منا من يتخذ شخصية المحاضر حين يتحدث مع الآخرين - لكن حتى في المحاضرة للحضور حق السؤال والمناقشة - وهناك منا من لا يحب أن يسمع إلا صوته وهناك منا من يعتقد أن طريقته في التفكير هي الطريقة المثلى وهي الطريقة الصحيحة وهناك من يعيش حالة عشق ذاتي وإعجاب متضخم بكل ما يتعلق به وازدراء لكل ما يتعلق بغيره، وهذه الشخصيات تمر بك أحيانا، وقد تتقمصك أحيانا. بمعنى أنك قد تتمسك برأيك مرة وقد تغير رأيك في مرة أخرى، وقد تعاند في أحيان كثيرة، وقد تبتسم وتحتفظ برأيك لنفسك في معظم الأحيان. والآخرون قد يتبرعون لك بآرائهم في شخصيتك في تصرفاتك في طريقة لبسك بدون أن تطلب منهم ذلك، قد يحاسبونك على عدد المرات التي حركت فيها رموشك قائلين انك تجاوزت الحد، قد يصفونك بأنك متعنت لمجرد أنك لا تشاركهم في ما يفعلون حتى وإن كان ما يفعلونه لا يدخل ضمن مبادئك ولا يتناسب مع طريقتك مع المعيشة والتي لا تفرضها على أحد، يصفونك بأنك عنيد لمجرد أنك مختلف عنهم، يتهمونك بالتكبر لأنك نسيت أن تسأل عن أحوالهم رغم أنهم لم يفكروا في أن يسألوا عن سبب غيابك أو عدم سؤالك. هناك من الآخرين من هم مستعدون لأن يرموك بحجر لمجرد أنك لم تكن مثلهم أو لم تكن بالصورة التي يريدون أن يرسموها لك أو لأنك لا تماثل الشخص الذي في خيالهم، هؤلاء يحكون عليك بمنطق معوج، بمنطق لا تفهمه ولن تفهمه. كيف تتصرف مع هؤلاء؟