دفعت خطوة أرامكو السعودية الأسبوع الماضي في نيتها بالتحول من مؤشر غرب تكساس إلى مؤشر ارجوس في تسعيرة نفطها في الأسواق الأمريكية بعض تجار النفط الآسيويين إلى مطالبة شركة أرامكو السعودية إلى اتخاذ نفس الخطوة لمراجعة صيغة تسعيرة نفطها في أسواق شرق السويس والذي يعتمد مؤشر "دبي وعمان" لتجاوز بعض المشاكل التي تعتري هذا السوق في ظل التطورات العالمية الجديدة. وذكرت مصادر في تجارة النفط الآسيوية أن تجار ومستثمري النفط في الأسواق الآسيوية والتي تستخدم صيغة "شرق السويس" يتطلعون إلى خطوات جديدة من شركة أرامكو السعودية بصفتها عملاق النفط العالمي لمراجعة الصيغة السعرية في هذه الأسواق بشأن إدخال خامات جديدة تساهم في تطوير تجارة النفط بصفته سلعة مهمة في التنمية الصناعية ومصدر يعمل على تلبية احتياجات الأسواق الآسيوية المتعطشة إلى الوقود الاحفوري لدعم نموها الاقتصادي المتصاعد. وأشار التجار إلى أن تطوير صيغة جديدة ودفع مزيدا من النفوط التي يندر تداولها في سوق شرق السويس مثل النفوط الحامضة سيكون له مردود إيجابي حيث أن ذلك سيساهم في الحيلولة دون حدوث تذبذب حاد في الأسعار يؤثر على المعدلات السعرية للنفط و يعظم من فائدة النفط كونه مصدراً للطاقة ومادة أولية للصناعات الحديثة. الجدير بالذكر أن المملكة تعتبر أكبر بلد يمتلك احتياطيات نفطية تصل إلى 259,9 مليار برميل و تنتج خمسة أنواع من النفط الخام وهي الخام العربي الخفيف الممتاز والخام العربي الخفيف جدا والخام العربي الخفيف والخام العربي المتوسط والخام العربي الثقيل، وقد بلغت صادرات المملكة من النفط الخام بحسب إحصائيات شركة أرامكو السعودية خلال العام الماضي 2008م أكثر من 2.5 مليار برميل منها ما نسبته 52,7% إلى أسواق الشرق الأقصى و نسبة 5.2% إلى أوروبا ونسبة 7% إلى دول البحر الأبيض المتوسط ونسبة 20% إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ونسبة 15.1% إلى دول أخرى. وتستخدم ارامكو في تسعيرة جميع نفوطها ثلاثة مؤشرات عالمية " إما بالزيادة أو النقصان" وهي: مؤشر ناميكس - غرب تكساس إلى الأسواق الأمريكية، ومؤشر برنت المؤرخ إلى الأسواق الأوروبية، ومؤشر دبي أو عمان إلى الأسواق التي تقع غرب السويس أو الأسواق الآسيوية. من جهة ثانية مضي النفط في طريقه الصاعد الذي سلكه منذ عدة أسابيع متأثرا بالمعطيات الإيجابية لنمو الاقتصادي العالمي حيث تخطي خام ناميكس القياسي 80 دولار للبرميل في تعاملات يوم أمس الجمعة فيما تعززت أسعار خام برنت القياسي فوق 79 دولار للبرميل بينما تأثرت أسعار خام غرب تكساس بأنباء تحول السعودية إلى مؤشر ارجوس وبوادر أتباع نفس الخطوة من بعض المنتجين مما اجبر الخام على الهبوط إلى ما تحت 79 دولارا للبرميل. وطفق المعدن الأصفر يحقق مزيدا من القفزات مسجلا أرقاما قياسية في الأسعار حيث تجاوز 1090 دولارا للأوقية في منتصف التداول بالأسواق الأوروبية ليوم أمس متحفزا بانسياب كمية من المعدن النفيس من احتياطيات صندوق النقد الدولي للبيع في الأسواق العالمية.