تمضي الأيام وينهي الإنسان مراحله التعليمية يطويها كلما طوى أوراق إجابات الامتحان ثم يأتي دور الجامعة فيختار تخصصه بعد دوامة من الحيرة يكاد يغرق فيها، يسير في تعليمه الجامعي وتتساقط مراحله ومستوياته كما تتساقط أوراق التقويم ثم يأتي الحلم ويبدو كأنه حقيقة ماثلة للعيان إنه التعيين الوظيفة في ذلك الميدان الفسيح والحياة المفعمة بالنشاط إنه التعليم الفصل الذي دخله مئات المرات طالباً منصتاً حان الوقت ان يلجه معلماً متحدثاً مرت الأيام ولم ينته الطموح فقد خاض تجربة التعليم وذاق حلاوته وتجرع مرارته وظهر له أفكار ومقترحات تمنى تنفيذها وأخطاء في المدرسة ينبغي تصحيحها وعوائق يجب إزالتها ولكن المعلم لا يملك الصلاحيات الكافية لذلك التصحيح إلاّ بالعمل الإداري فقدم أوراقه ليكون وكيلاً للمدرسة وقبل في هذا المنصب وأقبل على تجربة جديدة رأى نفسه يملك صلاحيات أكبر من السابق ورأى دائرة تأثيره تتسع لتشمل المعلم وولي الأمر إنها خطوة إلى الأمام ولكن مازالت الطموحات متوثبة الهمة عالية وبعد سنوات مع الوكالة أصبحت الطرق ممهدة إلى ان يكون المؤثر الأول في المدرسة صاحب الرأي السديد والقول المسموع والأمر المطاع جاءت الإدارة لقد رشحت إليه بل رشح لها المهم ان صاحبنا أصبح مديراً وهو الآن على مفترق طرق فقد رأى أنماط المديرين التقليدين وزاملهم - أقصد عمل تحت إدارتهم - رآهم يتفردون بالقرارات ويفرضون الآراء دون مشاورات رآهم في العام الدراسي الجديد كالعام الماضي لا يملكون طموحاً ولا يسيرون نحو هدف همهم الا يساءلون من قبل الجهة المشرفة وان يبقوا أطول مدة ممكنة على كرسي الإدارة كانت علاقة أحدهم بالعاملين معه كعلاقة الخصم بالحكم إنهم معه في حالة ترقب في بداية الدوام وفي نهايته هل سيغلق الحضور ومتى سيتيح المجال للانصراف كان يعاني من مثل هذا النمط فهل يحذو حذوه وكيف يكرر معاناة غيرة؟ سمع عن التخطيط وترددت في ذهنه تلك العبارة المؤثرة «الفشل في التخطيط تخطيط للفشل» فقرر ان يخطط عمله الإداري فهو لا يخطط للفشل في المنصب الجديد فقد تعود على النجاح وذاق طعمه وبالفعل جمع فريق العمل إداريين ومعلمين وطرح لهم أفكاره وآراءه نظريات طالما سمع بها وقرأ عنها وأراد ان يطبقها في المدرسة قرأ عليهم عبارة مؤثرة محاولاً اقناعهم بها: «ان من يريد ان يحدث تغييراً جوهرياً ناجحاً في منظمته سيجد في التخطيط الاستراتيجي سبيله الوحيد لذلك ولم لا أليس أهل التربية هم الأولى بأن يكون لهم استراتيجية يعملون من أجل تحقيقها أليسوا هم النخبة المثقفة التي توفرت لهم فرص التعليم وبذل إعدادهم وتأهيلهم جهوداً كبيرة وأموالاً طائلة ثم ان المنتجات التي سيخرجونها إلى ما تملك الأمة.