أكد مخرج مسلسل (أم البنات) أنه لن يتردد في دخول الساحة الدراما السعودية لعمل مسلسلات داخل المملكة لو عرض عليه ذلك؛ وأضاف المخرج السوري عارف الطويل قائلاً: "دون أدنى شك، فالسعودية تحتل أكبر جمهور في الخليج العربي، إضافة للتاريخ الغني للمملكة إلى جانب التنوع البشري والثقافي الهائل لسكانها مما يوفر بيئة درامية خصبة لإنتاج أعمال تلفزيونية جديدة ومميزة على المستوى الفني والإنساني". وأضاف الطويل "يوجد في المملكة ممثلون محترفون في كل المناطق السعودية" مشيراً إلى أن عناصر النجاح موجودة في الساحة السعودية من مؤسسات إنتاج إلى كوادر فنية وأنه يبحث عن نصوص تلفزيونية جيدة من السعودية لقراءتها. ومستحضرا تجربته الطويلة في قيادة وإخراج أعمال تلفزيونية من الكويت حتى أبو ظبي ودبي والدوحة؛ أكد المخرج السوري في اتصال مع "الرياض" "أتمنى أن يكون في تاريخي الشخصي عمل يعرض في "التلفزيون السعودي" وأن أخوض تجربة العمل في السعودية، بعد كل هذه السنوات من العمل في البيئة الخليجية، تقديراً وعرفانا للجمهور السعودي". موضحاً "إن مفتاح نجاح مسلسل "أم البنات" كان الجمهور السعودي، من العدد الضارب إلى الاستفتاءات التي أجريت في السعودية ورجحت "أم البنات" كأفضل مسلسل.. لذا، لاشك أن الجمهور السعودي هو مقياس للنجاح لأنه جمهور ذواق ويستحق الأجود والأكثر". الطويل والمجتمع الخليجي أما عن تمكنه كمخرج سوري في التعامل مع المجتمعات الخليجة، قال الطويل "أنا مقيم منذ عشرين عاماً في بيئة أعرفها جيداً وهي البيئة الخليجية لذا عندما قمنا بعمل مسلسل "دروب المطايا" -مثلاً- اطلعنا على كتب وصور قديمة والتقينا رجالاً طاعنين في السن وسردوا لنا حكايات دول الخليج قبل ثورة النفط". وأكد المخرج السوري أن الاختلاف شكلي بين البيئة الاجتماعية الخليجية والسورية وأن الجذور واحدة ولكن يجب على المخرج أن يتعرف على ثقافة المجتمع الذي سيعمل فيه. إكسير النجاح وحول أسباب نجاح الطويل في الدراما الخليجية في حين أخفق غيره من المخرجين السوريين والعرب يقول "هؤلاء المخرجون نظروا للعمل الدرامي من الزاوية الإخراجية الضيقة، متجاهلين التأثيرات الاجتماعية والتفاصيل العائلية والعادات". مضيفاً "الرؤية الإخراجية لا تكفي وإنما يجب أن تكون هذه الرؤية تتويجاً لمعرفة المخرج بالتفاصيل الأسرية والصغيرة في المجتمع الخليجي ومجتمع الدولة التي سوف يعمل فيها". ويميز عارف الطويل نفسه عن المخرجين الآخرين بالقول "هم يهتمون بالصورة والمعالجة البصرية أما أنا فأضيف إليها العناية بالتفاصيل من أجل أن أحقق المصداقية المطلوبة.. أنا دائماً ما أضع الكثير من الأسئلة أمام الكاتب والممثل حتى أصل إلى الحلول المنطقية والمقنعة للمشاهد". مشيراً إلى أنه بداية يضع نصب عينيه الشريحة المستهدفة من الجمهور ويبحث ويتوسع في التفاصيل ثم يقدم على إخراج العمل. أنا والمنتج أما عن علاقته بالمنتج خلال إنتاج العمل الدرامي يقول عارف الطويل "لابد أن يكون عند المنتج ثقة في عارف الطويل وأن "يسلمني العمل كاملاً دون تدخل من جهة ومن جهة أخرى فإن العمل سوف يحمل اسمي وأنا المسؤول عنه أمام الجميع. ومتى ما توصلنا إلى هذه الصيغة فإني أمضي في مشروع المسلسل الدرامي". وعن علاقته بالممثلين يقول "أنا لست ديكتاتوراً، ولكني أؤمن بتوزيع المهام وأن من ينضم إلى فريق العمل معي هو من أثق في قدراته". متذكراً أنه جاء يوماً إلى موقع التصوير وطلب منه أحد الممثلين أن يعيد النظر في تقطيع مشهد ما ووافق لأنه اقتنع بذلك "أنا أتراجع إذا اقتنعت لأن هذا كله يصب في خدمة العمل". أما عن استثماره المعرفة المسرحية في بناء مشاهد تكون قريبة من جماليات العمل المسرحي داخل فضاء العمل التلفزيوني، علق الطويل "إذا كان المشهد التلفزيوني يسمح بأن أقدم حلولاً مسرحية فلا مانع ولكن أنا لا ألوي عنق المشهد كي يكون مسرحياً، وإنما حلولي تنبع من سطور المشهد كما في بعض مشاهد مسلسل "أم البنات". مسلسل مرايا.. والحنين إلى دمشق عارف الطويل المشغول حالياً بالتجهيز للجزء الثاني من المسلسل الإماراتي الكوميدي (عجيب غريب)؛ يفكر في إخراج مسلسل مع الفنانة الإماراتية سميرة أحمد لصالح تلفزيون دبي إلا أن المشروع في أوله كما يقول المخرج السوري. وإجابة على سؤال حول حنين المخرج السوري للعودة والعمل ضمن البيئة السورية، قال عارف "آه.. لا شك، هناك مشروع جزء جديد من المسلسل المعروف (مرايا) للأستاذ ياسر العظمة ولأني جزء من أسرة "مرايا"؛ فلا يمكن أن يمر "مرايا" ولا أكون فيه مخرجاً أو ممثلاً ولو في حلقة واحدة".