جدير بكل من رأى ثمرة جهوده يانعة أن يفرح، وجدير بكل فرح أن يكون مؤطراً بشكر الله على نعمه الجسيمة، وآلائه العظيمة، فهو أهل الشكر والامتنان، والفضل والإحسان، وأخلق بالمرء أن يشكر كل من وقف معه ليجني ثمرة تعبه، وإن النعم لكثيرة، ولا يمكن أن تحصى عدداً، ومن نعمه أن امتن على هذه البلاد ومن على ثراها بأسرة مباركة يعجز اللسان عن حصر سماتها، والبنان عن تقييد صفاتها فلله هم، ولله سابقة فضلهم، فقد دعموا العلم والعلماء، ومدوا أياديهم للمؤسسات التعليمية كي تؤدي رسالتها بتفان وإتقان، وما جائزة أبها التي نالت شرف الانتساب لكريم المحتد، أصيل المبدأ، طيب القلب سمو الأمير فيصل بن خالد إلا دليل قاطع على حرص سموه الكريم على الوطن عامة وعلى منطقة عسير خاصة، فأجزل الله تعالى له الأجر والتأييد فقد بذل من ماله ووقته وجهده ما نوكل إلى الله تعالى مكافأته عليه، فلله أنت يا فيصل. إنني لأشعر بسرور عظيم يغمرني لا لأجل أن جامعة الملك خالد تصدرت أسماء الفائزين في مجال الخدمة العامة في القطاعات الحكومية، وإنما لأن الجامعة لقيت من ينصفها، ويعطيها الصدارة التي تجدر بها، في عالم لا يدع مجالاً في الصدارة للمتكاسلين، وما فوز الجامعة بالجائزة إلا دليل قاطع على نجاح استراتيجيتها، وما هذه الثقة التي أنصفها بها المحكمون إلا دليل يقين على نزاهة الجائزة من جهة، ودقة المحكمين من جهة أخرى، ولا غرو فالجامعة قد أخذت على عاتقها خدمة هذا الوطن المعطاء، ودفع عجلة التقدم والرخاء في شتى المجالات، وما كان ذلك ليتم إلا بتوفيق الله تعالى أولاً ثم بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - للتعليم العالي عامة. إننا نعيش في وطن لا يغفل عنه ربانه، من أحسن فله اليسرى، ومن تمادى فله العسرى، في بلد قدسي يستمد قداسته الأنقى من حرمته العظمى، ومن تحكيمه لكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ولاة أمره الحاكمين بالعدل، ومن حفظ الله حفظه الله، وكل وارد حياضه، أيا كانت نيته، فله منها الارتواء إما ماء طيباً سائغاً شرابه، وإما كدراً وطيناً، ومن مد يده لهذا الوطن بالمصافحة كان الرد بتحية أحسن منها، ومن يده بشر عاد وباله عليه، وأضحكى فكره مردوداً إليه. *مدير جامعة الملك خالد