منذ أن خرجت للنور قبل نحو خمسة أعوام، كفكرة وليدة في المشهد الرياضي السعودي، وأكاديمية النادي الأهلي تثبت أنها المنعطف السليم في طريق العمل الاحترافي المنهجي، بعيداً عن الارتجالية في التخطيط، والعشوائية في العمل. هذه الأكاديمية التي كان حلماً لطالما داعب جفون الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، لم تبدأ من حيث بدأ الآخرون، بل بدأت من حيث انتهوا، ولذلك ولدت مكتملة ناضجة، فكانت صرحاً يوازي أمثاله في العالم المتطور رياضياً. واليوم، حيث بدأت الأكاديمية بشكل لافت تؤتي أكلها ناضجاً من خلال نماذج اللاعبين الذين زودت بهم المنتخبات الوطنية في كافة الدرجات السنية، والمعدين إعداداً احترافياً، إن على مستوى الأداء الفني أو الانضباط الإداري، فضلا عن النتائج المميزة التي بدأت تحصدها والتي كان آخرها احتفاظ ناشئي الأهلي بكأس الاتحاد السعودي، بعد فوزهم على غريمهم التقليدي نادي الاتحاد، إنما هو دليل ملموس على النجاحات التي بدأت تحصدها هذه المؤسسة الكروية المفخرة، والتي بدأت الكرة السعودية تتلقف ثمارها، من خلال ضخها لعدد كبير من نتاجها من اللاعبين للمنتخبات الوطنية، إذ يكفي فقط أن منتخب الناشئين الحالي يتمثل بعشرة لاعبين من نتاج الأكاديمية. ولعل من حظي بمتابعة الحراك داخل هذه الأكاديمية سيدرك أن القيم التي بنيت عليها، والأهداف التي صيغت بغية تحقيقها، لم تكن مجرد حبر على ورق، بل كانت رؤى وأهدافاً خلاقة هدفها الحقيقي هو خدمة الرياضة السعودية من خلالها، فكانت الرؤية التي قامت عليها الأكاديمية هي توفير بيئة تدريبية تربوية آمنة لبناء مستقبل كرة قدم واعد، وهو ما كان بالفعل، وهاهي الرسالة التي أطلقها القائمون على الأكاديمية والتي تعنى بإعداد أجيال من لاعبي كرة القدم المؤهلين فنيا وبدنيا وذهنيا، وفق برامج تربوية وثقافية ورياضية ومن خلال فريق عمل متخصص، والعمل على تطوير الأساليب والبرامج التدريبية وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجالات كرة القدم والتواصل مع المجتمع وأولياء الأمور لتحقيق الاستفادة المثلى، أصبحت حقيقة ناصعة، يراها القاصي والداني. إن نجاح مشروع أكاديمية النادي الأهلي يمثل نموذجاً حياً لكل من يسعى لتأسيس رياضة حقيقية، بعيدة عن الاجتهادات والفوضوية، بل هي في جانب من جوانبها تشكل صرخة في وجه من أدمنوا العمل المرتجل البعيد عن الاحترافية، ما تسبب في هدر الأموال، والطاقات معاً.