تتفتح الحياة على النهار أو يفتح النهار أبوابه على الحياة يجالس كل منهما الآخر يدمنان معاً حروف الصمت والاستماع بكتابة ليس فيها سوى سيادة الإحساس في المساء الذي سبق كانت اللحظات متناثرة وكانت صورته شبه منزوعة كانت ليلة من ضمن تلك الليالي التي تعرفها واعتدت عليها ليلة ليس بإمكانك الانتماء إليها أو التمرد عليها لكن من الممكن أن تشبهها بكثير من الليالي التي تطوي بها الزمن دون أن تستمع إلى ما يرويه * * * تيقظت كعادتك دون أن تفكر في رسم عالم افتراضي أو تتخيل نهاراً خيالياً من الممكن القبض عليه احتواك النوم المجزأ.. أو المتقطع تمازجت عفوياً مع إحساس الذوبان داخله وإن لم تصل إليه بعمق أنت لست مُريداً للكمال ولا باحثاً عن خطوط النهاية من أماكنك لكن تعلمتَ أن تبحث عن ما تريد بهدوء وأن لا يقتلك الانتظار الذي عادة ما يتبادل الانتظار مع انتظار آخر. * * * هذا الصباح رغم شعورك باعتياديته إلا أنك شعرت بعبق آسر يحتويك عبق من الحياة التي افتقدتها منذ زمن سرت في شرايينك أحاسيس محرِّضة على الحياة شعرت بإحساس مبهج غير مُسبب تحركت من أماكنك وأنت لست بمعزل عن ما تشعر به تتخفف الأشياء حولك تبدو بنكهة مختلفة، وطعم مزهر * * * عوّدتك الحياة أن تتعاطى مع مكتسبات اللحظة دون بحث في دواخلها حتى لا تفسدها * * * هذا النهار الذي تفتح ضوءه يشاطرك إحساس السعادة ويمنحك حرية الحلم والجلوس معه نهار جديد اللافت فيه أنه نهار حقيقي متجلّ هو امتداد لدواخلنا ولنا بعد أن نسينا هذا الداخل يعيش معنا وفينا بعد أن عثرنا عليه * * * نهار الحياة هذا النهار يمتعنا بحبه وهذه ليست جرأته بل طبيعته فالنهار هو حب الحياة وتعطير الأمكنة بالهواء والجمال هو نهار الحياة وإن كنت لا أستسيغ التسمية اليومية إن كان سيظل حاضراً كل يوم هو النهار سيظل في حدود التسمية المعتادة عملاً بالحياة والفوضى والأحاديث والركض والمسرى الذي ليس من الضرورة أن نسير خلفه.