وصف رئيس بعثة الحج الصينية مصطفى يانغ جي بو أحداث أرومتشي في يوليو الماضي بالإجرامية الخطيرة ضد الإنسانية والمسالمين من حيث النهب والسلب والقتل، وقال انها نظمت من قبل انفصاليين يعملون في الخارج ومعروفين بالتخطيط لمثل هذه الأحداث التي شوهت صورة الإسلام في الصين. وأضاف جي بو ل" الرياض": إن هناك شائعات كثيرة ومعلومات مضللة لحقائق الأحداث في أرومتشي، حيث كان سبب تلك الأحداث عراك في الشارع بين شباب من الايغور والهان وهو عراك عادي يحدث في كل دول العالم، والصين دولة قانون يساوي بين جميع أطياف المجتمع الصيني ويقف الجميع تحته بمختلف عروقهم وأديانهم، والرأي العام في الصين يفرق بين المجرمين والإرهابيين من جهة والقوميات والعقائد الدينية من جهة ثانية، لكن بعض الدول الغربية اعتادت على الربط بين الأحداث الإجرامية والديانات، لذلك أرجو من أصدقائي الصحفيين في السعودية توخي الحذر من الانجراف وراء الشائعات المنتشرة الان في الغرب. وحول حقوق المسلمين في إقليم شينغ يانغ قال مصطفى " استطيع القول إن المسلمين في هذه المنطقة يتمتعون بكامل حقوقهم ومن خلال لقاءاتي مع مسلمين في مناطق أخرى اكتشفت أن مسلمي شينغ يانغ الأكثر تمتعا بحقوقهم بين مسلمي الصين، ولا أنكر أن هناك خطأ من قبل بعض حكام المناطق في تنفيذ سياسة الحكومة المركزية في حرية الأديان، وخاصة فيما يتعلق بالمسلمين، لكن الحكومة المركزية تسعى حاليا لحل هذه المشكلات في مختلف مناطق الصين. وأضاف مصطفى أن الجمعيات الإسلامية في الصين قامت بإرسال رسائل تلفزيونية للمسلمين في أرومتشي تحذرهم من الانجراف وراء المجرمين الذين تعمدوا القتل والحرق والنهب لأنهم لا يمثلون الدين الإسلامي، فهو دين حب وتسامح وينبذ العنف والقتل، ولا نريد أن نرى مستقبلا مجرمين يمارسون أعمالهم الإجرامية باسم الإسلام بعد أن نجحت الحكومة المركزية في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الأحداث لم تؤثر في عدد الحجاج المسلمين من ذلك الإقليم حيث يوجد معنا نحو 3 آلاف حاج من هناك. من جهة ثانية أشار مصطفى إلى أن البعثة الصينية لحج هذا العام تضم 12 ألفا 700 ألف حاجا وحاجة، وهو رقم جديد في تاريخ المسلمين الصينيين بسبب تحسن الأوضاع الاقتصادية للمسلمين الصينيين، ويبلغ سن أكبر حاج في البعثة 70 عاما واصغر حاج 30 عاما، حيث لا تسمح الحكومة بسفر من تقل أعمارهم عن 30 عاما لأداء فريضة الحج. وتعمل الحكومة الصينية على تنظيم أوضاع الحجاج الصينيين من خلال وضع خطة مسبقة لكل موسم حج لضمان حقوقهم، وقد عملت الحكومة على تطعيم جميع حجاج هذا العام بلقاح أنفلونزا الخنازير لوقايتهم من المرض، بالإضافة إلى إرسال 40 طبيبا لمرافقة البعثة، كما تم تزويد البعثة بالأدوية والمعدات اللازمة ضد مرض أنفلونزا الخنازير.