حث عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين المسلمين على الوقوف عند حدود الله والالتزام بأمر الوسطية في شريعة الله، إن جاء بها الأمر سلكها وإذا جاء التخفيف في شريعة الله سلكه، من الرخص فيلتزم بالأوامر والرخص وفق حكمها الشرعي وما ورد عن مصادر التلقي المتمثلة في القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام والإجماع وأقوال الصحابة والقياس. وقال في محاضرة بعنوان: (مصادر التلقي) ألقاها في جامع خادم الحرمين الشريفين بنجران مساء أول من أمس في إطار فعاليات معرض وسائل الدعوة الحادي عشر (كن داعيا) المقام حالياً بنجران إن الربط بين مصادر التلقي الصحيح تحقق الوسطية وينتج عنها وحدة الأمة وحفاظها على هويتها، فالأمة التي يتحد مصدرها على كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - يكون لها فوز وفلاح وإنما تفرقت الأمة وصارت أحزاباً وشيعا عندما تركت كتاب الله وسنة نبيه مشيرا إلى أن الغلو والجفاء هما طرفان خارجان عن الوسطية التي دعا إليها الإسلام وقررها ومن مظاهر الغلو التكفير بالذنب والخروج على الأئمة فأهل السنة لا يكفرون بالذنب إلا إذا جاء التكفير في كتاب الله وسنة نبيه. ونبه من الخروج عن هذا الوسط بتكفير الناس بالذنب فهو خروج عن حد الاعتدال والوسط الذي جاءت به شريعة الإسلام كتحريم الطيبات على وجه التنسك والتعبد وطرق الضرورات للإنسان من مأكل ومشرب ونكاح، أما الجفاء وهو القصور عن الحد المشروع سواء في جانب الاعتقاد أو الأمور العملية فتقصير الإنسان في العبادات أو ترك شيء منها لاشك أنه تقصير في طاعة الله -عز وجل- وفي الصلاة والزكاة والصوم يعد من الجفاء الخارج عن سبيل الوسطية والاعتدال. وأشار الشيخ الخنين إلى أن من مصادر التلقي أيضا الإجماع كما ذكر ذلك العلماء والإجماع هو اتفاق مجتهدي الأمة على حكم من الأحكام الشرعية مبينا أن أقوال الصحابة - رضوان الله عليهم - تعد من مصادر التلقي ما لم تعارض أو تخالف غيرها من المصادر فإن خالفتها فيبحث على المرجحات الأخرى. وأكد أن هناك أموراً أخرى مساعدة على الاستنباط من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ومنها القياس والاستطلاع والاستحسان وسد الذرائع، مشيرا إلى بعض آثار الالتزام بمصادر التلقي وأولها وحدة التلقي بأن لا يتلقى إلا من كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. وأوضح أن من الأصول المستجدة منها ولا يجوز أن يستمد من فقه أو أمم من ثقافة أخرى والحرص على العلم والعمل بأن تكون وفق كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، فالمسلم يحرص أن يتعلم ما يلزمه في شؤون دينه، وذلك أوجب العلماء العلم فريضة على المسلم بما يصح به اعتقاده وما تصح به عبادته وما يصح به تعامله. ولفت النظر إلى أن من آثار الالتزام بمصادر التلقي سرعة الاستجابة لله - عز وجل - للنجاة من الضلال واتباع الهوى فمن لم يتبع كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو في ضلال مشيرا إلى أن اتباع الهوى أدى إلى ظهور الفرق الضالة التي صدت عن كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فضلت وغوت كما أن من آثار الالتزام بمصادر التلقي الفوز بالجنة والنجاة من النار والطمأنينة لقلب المرء المسلم والحياة الرضية السعيدة في الدنيا والآخرة.