قتل ثلاثة اشخاص أمس الاربعاء في انفجار في منزل احد رجال القبائل في منطقة القبائل الباكستانية التي تعد معقلا للمسلحين، حسب مسؤوليون أمنين. وقال مسؤول امني بارز إن "انفجارا وقع في منزل غريب نواز وقتل ثلاثة اشخاص. وفي البداية اعتقدنا ان الانفجار سببه طائرة اميركية بدون طيار، الا ان ذلك لم يكن صحيحا. لقد كان انفجارا في منزل". واضاف ان الانفجار وقع في جبال سبالغا على بعد نحو عشرة كيلومترات الى جنوب شرق ميرانشاه، البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية، وهي احدى المقاطعات السبع في منطقة القبائل الخارجة عن سلطة القانون على الحدود الافغانية. ولم يتضح على الفور ما اذا كان نواز يرتبط بمقاتلي طالبان او القاعدة التي تنشط في تلك المنطقة. من ناحية أخرى، اغلقت الحكومة الباكستانية أمس المدارس في كافة انحاء البلاد خشية وقوع هجمات جديدة في اعقاب العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا جامعة اسلام اباد الاسلامية أمس الأول. ولن يتوجه ملايين التلاميذ الى مدارسهم هذا الاسبوع بعد ان اعلنت الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات وجمعيات المدارس الخاصة انها لن تفتح ابوابها. وقال متحدث باسم وزارة التربية "لقد قررنا إغلاق المدارس التابعة للحكومة الفدرالية بسبب التهديدات في الايام الاخيرة". واضاف "اتخذت الحكومات المحلية الاربع القرار نفسه. معظم مدارس البلاد ستبقى مقفلة. وسنستمر في تقويم الوضع ونأمل في إعادة فتحها الاثنين القادم". وقال محمد عرفان، وهو اب لخمسة اولاد "اننا نعيش تحت تهديد مستمر ويدفع اولادنا ثمن ذلك. اذا تمكنوا من شن هجومين على الجامعة الاسلامية في امكانهم مهاجمة اي موقع آخر". واضاف "لا نعلم ماذا نفعل. لا نريد ان نضحي بأولادنا لكن لا يمكننا في المقابل ابقاءهم في المنزل لفترة طويلة". ولكن يبقى الهاجس الأكبر هو حماية المنشآت النووية في البلاد خشية تعرضها هي الأخرى لأي هجوم ارهابي وتحدثت جريدة "آبزرفر" الباكستانية الناطقة باللغة الإنجليزية في افتتاحياتها عن هذا الهاجس، حيث أوضحت بأنه لا يستبعد أن تقوم العناصر الإرهابية المسلحة النشطة في باكستان باستهداف المنشآت النووية الباكستانية أو اختطاف صانع القنبلة النووية الباكستاني الدكتور عبد القدير خان، وذلك لإفشال باكستان بين أوساط المجتمع الدولي وإعطاء فكرة عنها بأنها دولة فاشلة ليس بإمكانها الحفاظ على ترسانتها النووية. وأضافت الجريدة بأن الهجمات المسلحة التي شهدتها باكستان مؤخراً وفي مقدمتها الهجوم الذي نفذه مسلحو حركة طالبان الباكستانية على مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، والهجمات الثلاث التي تبعتها في مدينة لاهور بشرق باكستان والتي استهدفت مكاتب الشرطة والمباحث العامة، تشير إلى وجود إمكانية تنفيذ هجوم مماثل بالقرب من المنشآت النووية الباكستانية، وإن حدث ذلك فإن باكستان ستواجه انتقادات لاذعة من المجتمع الدولي والذي يمكنه أن يتسبب في أن تواجه باكستان مطالب غربية بشأن إخضاع البرنامج النووي الباكستاني لحماية مشتركة، الأمر الذي اعتبرته الجريدة الباكستانية بأنه لن يكون في صالح باكستان. وأضافت الجريدة بأنه يخشى أيضاً على حياة الدكتور عبد القدير خان لأنه يعتبر جزءاً من البرنامج النووي الباكستاني.
