البداية كانت من أبواب البطولات، والخاتمة معلقة على عروش المجد والعطاءات... نادي الهلال السعودي أسطورة كروية من الصعب أن نجد مثيلاً لها... الهلال حكاية عشق، وأغنية حماس، رسائل فخر حبرها موج أزرق، وكلماتها غيمات بيضاء. جغرافية "الأبيض والأزرق" غيرت خارطة الرياضة، أصبح التشجيع فنا، والمحبون رقما صعبا، فمن مثله يجمع في حبه الكل، يترك خيراته على منحنى هلاله، ويهب المارقين دهشة كبيرة تكفيهم العمر كله. ظل زمناً ولايزال يربك كرات تحاول مشاغبة مرماه، وفي مركز أدائه يخرج أبطاله كالسحرة، يلقفون الأنظار، ويجعلون اللعب عجيبة ثامنة للكون. وقال أهل الوفاء كلمتهم ودوّن المدونون شهادة العصر على استحقاق عظيم لقصة عظيمة ولأن التاريخ لا يكذب، وصانعوه لا يمكن أن يتوارى مجدهم .. أصبح الهلال "نادي القرن". أضيئت مئة شمعة، ونمت مئة سنبلة، فرحاً بالهلال فهو من يدير عقارب الزمن كلما دارت الكرة في ملعبه. الصغار في حبه أصبحوا شباباً يركلون كرة تلو أخرى، يهتفون باسمه، ويتغنون بأهازيجه، الرجال في الصفوف الأمامية يرفعون راياتهم احتفاء به، والفاتنات ينثرن الورود لأجله، ويعقدن على جبين أجيال تتوالى عصابة زرقاء كتب عليها "الزعيم". يظل الهلال زعيماً، يقرن كل مئة عام بمئات من الانجازات والبطولات، يبقى "الزعيم" غنيمةَ أحبّته، ومنال منافسيه. ولأنه الهلال ترتمي على قارعة الرياضة كل الألوان الأخرى، وتبقى أرصفته الزرقاء مزدحمة بالمهللين، وفي قصره الأبيض وفود لا تنقطع تقدم الورود، والتبريكات. اليوم نحتفل بمنجز وطني حققه أبناء الكتيبة الزرقاء، وكما قال أحد بني هلال المجد للوطن والكأس للأزرق، رؤيتنا في "دنيا الرياضة" لا تنحصر على ناد دون آخر، ولا يمكن أن تقصر حدقتها على لون معين، اللقب فاز به الهلال والفرحة كست الوطن والكل جاء مهنئاً بلقب اشترك بتحقيقه أناس كثر... التهنئة لا تقتصر على "زعيم القارة" بل تتعداه إلى كل أندية الوطن فالانجاز يحسب للوطن ولرياضته ولرجال عملوا طويلاً في سبيل أن يتبوأ الهلال مكانة الصدارة التي لا ينشد غيرها، ولرجال اقتصوا من مالهم وجهدهم ليبقى وطنهم قبل الجميع، وناديهم في الطليعة دائماً..