لا تعجبوا إن رأيتم المشهد الذي حدث في مدرج ملعب جدة حينما تشاجر مشجعو الأهلي والهلال بعد نهاية لقاء غير مصيري يتكرر في لقاءات قادمة بشكل أوسع بين جماهير الأندية كافة، فما حصل في المدرج هو تعبير عملي عن حالة الاحتقان الذي يعيشه المجتمع الرياضي حاليا، يغذيه السطحيون، وتدور رحاه في الإعلام، فيما تشرب حليبه المسموم الرياضة المحلية، ما يعني أنها إن لم تمت فستعيش مريضة، وفي عرف القانون يتساوى المخطط للجريمة والمنفذ، لتستعد اللجنة الفنية لنقل المزيد من المباريات، وليس للأهلي والهلال فقط! من رمى قارورة ماء على مشجع آخر هو في الواقع شخص ساذج يمثل الدور الذي كتبه له صاحب قلم أخذ يعيث في الصحف تعصبا، أو منظّر فغر فاه فقام يهذي في برنامج تلفزيوني بلا فلترة، والكاتب أو المتحدث وغيرهما يقادون بما يسميه المفكرون (العقل الجمعي) الذي ينقاد للقطيع على الخير والشر دون تفكير، ومثاله قول الشاعر دريد بن الصمة: وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد؟! عرفنا منذ أن تفتحت أعيننا على مباريات كرة القدم أن معادلة التنافس تعني صراعا بين ناديين من مدينة واحدة على أرض الملعب، وقد يمتد الصراع إلى المدرج، وعلى نطاق ضيق قد يحدث في الشارع، لكن بعد أن انفتح الفضاء أمسى المقود يُحرك خارج أسوار الأندية، ما يعني أنه خارج السيطرة، بل لو سألت أعلى سلطة بالنادي عن دورها فيما يدور حول ناديها لأجابت: لا علاقة لي بما يحدث!.. اسألوا الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن علاقته بالنار التي أحرقت الهلال حول لقب نادي القرن على صفحات بعض الصحف وشاشات بعض القنوات، هل له دور فيها؟ وهل هو راض عنها؟! وهل يستطيع إيقافها؟! شخص لديه إسهال كتابي لو أتيحت لي فرصة سأستحلفه بالله العظيم إن كان يشاهد المباريات، أم أنه يسمع فيكتب؟!.. الذي أجزم به أنه حضر ليشغل نفسه ويشغل غيره، فهو كمن استؤجر ليقود الرابطة في المدرج، يبدأ اللقاء وينتهي وهو موليه ظهره، وقد لا يدري عن النتيجة لأن الناس قدمت لتتفرج على من يلعب، وهو جاء ليطرب، أستطيع تلخيص ما سبق بجملتين: لا تلوموا أشخاصا أشعلوا حرب المدرجات، بل لوموا من أشعل زناد التعصب والكره في كرة القدم ممن يسمون مجازا (متعلمين). بقايا... -تهنئة سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني الهلال على لقب نادي القرن أعظم هدية للهلال. -الحياة كلها عبارة عن أخطاء وتصويب، وليس التحكيم فحسب، فهل سيطلقها أيضا رئيس الشباب. -الرائد معرض للخسارة من الشباب غدا، ولا يعني هذا نهاية المطاف.