ضمن نشاط نادي النادي الأدبي الثقافي بالرياض لموسم هذا العام، أقام بيت الشعر بالنادي أمسية عن ( الشعر السعودي والموسوعات) شارك فيها الشاعر أحمد الملا، والناشر الشاعر عبدالرحيم الأحمدي، والقاصة سارة الأزوري، وقدم الأمسية الدكتور عبدالله الوشمي، والدكتورة ميساء الخواجا. وقد بدأ أحمد الملا حديثه عن الشعر السعودي والموسوعات، من خلال عرض عام عن علاقة الشعر بالموسوعة، وصولا إلى عرض لعدد من الموسوعات التي تناولت الشعر السعودي، وما اعترى تلك الموسوعات من قصور التجربة، وغياب الاستراتيجية، واختفاء الأهداف المنشودة، مشيرا إلى عدد من النماذج التي تعكس هذا المستوى المتدني فيما جمع مما وصفه مؤلفوها بالموسوعية. ومضى الملا مستعرضا الجانب الاصطلاحي لمفهوم الموسوعة والمعجم والقاموس، وما تشكله هذه المسميات من لبس فيما حملته من مضامين لدى عدد من أعدوا موسوعات عن الشعر السعودي، وما صاحب هذا الخلط من تغيب شاعر هنا، وتجاهل آخر هناك. من جانب آخر وصف أحمد الموسوعات الشعرية التي تناولت الشعر السعودي بغياب المنهجية العلمية، التي من شأنها إذكاء روح الموسوعية، سعيا إلى تحقيق الهدف المنشود من إعداد الموسوعة، موضحا ما شاب الموسوعات الشعرية في مشهدنا المحلي من استسهال مرده شاعر أقحم نفسه فيما ليس به طاقة، أو موظف أراد أن يشغل نفسه بما ليس أهل له، أو أكاديمي يبحث عن بارقة ترقية. وبعد أن طرح الملا عددا من التساؤلات في ورقته، اختتم ورقته قائلا: حمى الأنطولوجيا مشتعلة إلا أننا لم نسمع حتى الآن ولو طرقة واحدة، فالسؤال عن مدى تحقق أهداف هذه الأنطولوجيات غائب، في الوقت الذي لا تزال في اشد الحاجة إلى منهجية أكبر، وفقا لشروط صناعة الكتاب الموسوعي..وربما تصبح الأنطولوجيا أفضل حظا عندما يهدأ غبار الراكضين. بعد ذلك قدمت سارة بنت مرزوق الأزوري، ورقة عرضت في مقدمتها انتشار حركة التأليف الموسوعي، وما صاحب هذه الحركة من تأليف للمعاجم والقواميس والموسوعات، معرجة على عدد من الأمثلة في مشهدنا المحلي من خلال ما تم تأليفه في هذا الحقل. كما وقفت الأزوري مع عدد من الموسوعات التي تناولت الشعر السعودي من خلال ما قدمته تلك الموسوعات من أسماء، مشيرة إلى العديد من المآخذ على تلك المؤلفات وخاصة فيما يتعلق بإهمالها لبعض الشعراء من جانب، أو ندرة الشاعرات فيها من جانب آخر..مدللة ببعض الموسوعات التي لم يتجاوز فيها عدد الشاعرات الثلاث. ثم تحدثت سارة، عن واقع العمل الفردي في التعاطي مع الموسوعات، وما يشوبه من صعوبات، مقارنة بما يتطلبه العمل الموسوعي من جهد ووقت، مشيرة إلى ما يصحب العمل الفري من صعوبات أخرى، تقلل من جودة العمل الفردي الموسوعي. واختتمت الأزوري ورقتها، مستعرضة تجربتها الشخصية في تأليف معجم قادم إلى مشهدنا المحلي، موضحة عددا من العقبات التي كادت أن تقلل من جودة إعداد هذه الموسوعات الأدبية. أما عبدالرحيم الأحمدي، فانطلق في ورقته من منظور الرؤية إلى الموسوعات في مشهدنا المحلي بوجه عام، مقارنا بين المواقع الموسوعي وبين تعاريف الموسوعات، التي وصفها الأحمدي بأن جميع ما لدينا من موسوعات ثقافية وأدبية بالعجز تجاه التسمية المصطلحية. ومن خلال تجارب الأحمدي مع نشر الموسوعات والمشاركة فيها إلى جانب الأدلة والقواميس، عرض للحضور عددا من التجارب محللا مكامن الخلل في تلك الموسوعات.. ومستعرضا بعض الآليات التي من شأنها الارتقاء بصناعة الموسوعات لدينا. أعقب ذلك عدد من المداخلات، التي جاء ضمنها مداخلة للدكتور محمد الربيع تحدث فيها عن بعض التجارب، وأخرى لنوال الجبر نادت فيها بإيجاد مركز معلوماتي للأدباء والمثقفين، تلاها مداخلة لأماني السليمي عن أهمية الموسوعات، أعقبها الدكتور عالي القرشي عن لبس المصطلح والمبدع، فمداخلة للدكتور عبدالله المعيقل حول معيارية الموسوعات، وآخر للدكتور عبد الفتاح محمد عن حاجة الشعر إلى الموسوعات.