نظمت شركة الإمارات للإعلام في العاصمة الإماراتيةأبوظبي المنتدى السنوي الرابع لصحيفة الاتحاد الظبيانية في قصر الإمارات خلال يومي 19و20 أكتوبر الجاري بحضور ومشاركة نخبة من رؤساء تحرير الصحف العربية والكتاب والمحللين والباحثين ورؤساء مراكز أبحاث ودراسات في المنطقة والعالم يتقدمهم رئيس التحرير الاستاذ تركي السديري، ويأتي انعقاد المنتدى بمناسبة مرور أربعين عاماً على انطلاق صحيفة الاتحاد الظبيانية والتي واكبت خلالها مراحل تطور الاتحاد والتداعيات التي واجهتها المنطقة والعالم. وتوزعت الجلسات على فترتين صباحية ومسائية على مدار يومين ليصار إلى اختتام الفعاليات بإطلاق الصحيفة بحلتها الجديدة والتي لابد أن تكون استكمالاً لمسيرة طويلة من المهنية والحرفية ولتعزز من مكانتها كأحد أهم المنابر الإعلامية في منطقة الخليج العربي. ورحب الأستاذ راشد العريمي، رئيس تحرير الاتحاد" في كلمة الافتتاح بالمشاركين والمسؤولين وقدّر حجم المسؤولية الملقاة على عاتق صناع النشر الإعلامي في عالمنا العربي في خضم ما تواجهه المنطقة من أزمات وتداعيات أثقلت كاهل المنطقة. وتحدث في بداية الجلسة الأولى المتحدث وليد عكاوي عن الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على صناعة النشر في العالم وتأثيراتها على الصحافة والنشر في عالمنا العربي، وأكد أن النشر على وجه العموم يعبر عن الحالة الاقتصادية للمنطقة، فكلما تأثر الاقتصاد بطبيعة الحال تأثر النشرعلى مختلف مستوياته في الوقت الذي لايمكن أن تكون الأزمة الاقتصادية العالمية ليست دائمة وليست أبدية، في الوقت الذي بدأت ملامح عودة الإنفاق الإعلاني بعد تراجعه في أتون الأزمة. جانب من وقائع المنتدى وفي قراءته لواقع صناعة النشر وشروط الاستمرار أشار إلى ضرورة انتعاش وتعزيز النشر المتخصص ودعمه والحفاظ على مصداقيته وشفافيته وحياده، والذي هو بلاشك استجابة آلية لبروز وتعاظم قطاعات اقتصادية متخصصة ناجحة مثل سوق العقار أو قطاع المصارف، وأد نجاح ظاهرة المصارف الإسلامية إلى نشوء عدد من المجلات التي تعنى بالصيرفة الإسلامية وانتشارها ونفس المقياس ينطبق على عدد آخر من القطاعات مثل الطب والبيئة والنفط والغاز، ومن المتوقع نشوء بعض المجلات والإصدارات التي تعنى بالطاقة المستدامة والبديلة وغيرهما من القطاعات الناجحة التي باتت تلقى اهتمامات كبيرة من معظم حكومات العالم. كما أشار إلى أزمات النشر المتخصص وتأثر الإصدارات ووسائل إعلانية بالأزمة المالية العالمية الأخيرة وبعد تراجع الإنفاق الإعلاني بشكل حاد ما أدى ذلك إلى تعطيل القدرة التشغيلية لعدد من وسائل الإعلام والصحف والدوريات في المنطقة والعالم، حيث أدى ذلك إلى إغلاق 64 وسيلة إعلامية خلال 9 أشهر من بداية الأزمة، فيما احتجبت 57 وسيلة إعلامية عن الصدور بشكل مؤقت، وفي المنطقة العربية توقف عن الصدور منذ بداية الربع الأخير من العام الماضي 2008م وحتى نهاية النصف الأول من العام الحالي 2009م 103 مجلات، منها 52 مجلة توقفت تماماً مقابل 48 مجلة علقت صدورها بشكل مؤقت، فيما استغنت بعض الإصدارات عن الطبعات الورقية، والتحول التام إلى موقع الكتروني، وجاءت الصحف في المرتبة الثانية بفارق شاسع بين المجلات التي تصدرت قائمة التوقف حيث توقفت ثلاث صحف في الكويت والجزائر ومصر وأخرى في تونس. وعن تراجع الإنفاق الإعلاني أشار المتحدث في الجلسة الصباحية إلى تراجع الإنفاق الإعلاني بنحو 30% خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث تراجع الإنفاق على الصحف بمقدار 10% مقابل تراجع لايزيد على 5% في الإعلانات التلفزيونية. وتحدث الأستاذ وليد النصف، رئيس تحرير القبس الكويتية عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على الصحف المحلية في الخليج، وتناول الدكتور على الأعسم في ورقة بعنوان" توظيف التقنيات الجديدة" آليات الوصول إلى القارئ بسرعة وعلى مدار الوقت من خلال استخدام التقنيات الحديثة في عالم الاتصال حيث لم يعد القارئ مستهلكاً للأخبار بل أصبح محرراً وناشراً لها كما كانت الحال خلال الأزمة التي أعقبت الانتخابات الأخيرة في إيران ونشر الأخبار على مواقع الكترونية مثل "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما، وطالب الأعسم في محاضرته بضرورة الانتقال بالمحرر إلى تقنية العمل التحريري المتوافقة مع غرفة التحرير المدمجة لسرعة نشر الخبر على كافة وسائط الاتصال عند الانتهاء من تحرير الخبر وتوصيله للمتلقي، وطالب بتعميم تلك التجربة على كافة وسائل الإعلام في عالمنا العربي . وعقدت الجلسة المسائية تحت عنوان "المسؤولية في بيئة الصحافة الورقية بثلاث أوراق عمل الأولى حول ثلاثية السبق والمصداقية والمهنية للمتحث ابراهيم البشمي، والثانية القيود الاجتماعية والثقافية والمحاذير القانونية لأحمد المنصوري، أما الثالثة فكانت بعنوان البعد المحلي كأداة للتغيير لجابر المحرمي.