القصيدة نافذة الروح قول الحقيقة في موطن الشك صوت الملائك في غسق الفجر طعم الأنوثة في مبتدأ الليل معنى الطفولة سر الغياب - الحضور الكتاب المؤجل وجه الحياة المؤبد. بهذا المطلع من قصيدة «القصيدة» يفتتح الشاعر أحمد قران الزهراني ديوانه الجدي والذي وسمه ب «لا تجرح الماء» والصادر حديثاً عن دار رياض الريس للكتاب والنشر والذي يمثل تجربته الثالثة مع عالم الشعر وجوهره، حيث اللغة التي تحمل عبقاً صوفياً متجلياً، وكذلك نلمح بوحاً اسطورياً قادماً من أعماق التاريخ. القصيدة بلقيس تخطو على الصرح من غير سوء وعشتار ترفل في حلة من زبرجد. ويضفي الزهراني عبر هذا الديوان ألقاً من بدائعه تحلق مع صور مشرقة تحمل ملامح فاتنة لحالة الحب. هو الحب مسرى الروح في خلواتها شموع مُصل أو قناديل راهب أناشيد نسّاك وإحياء مولد صلاة شقي أو تواشيح مذنب. ومن هذا المشهد الباذخ يفضي الشاعر إلى مشاهد أخرى مسكونة بالألم والاغتراب بل والنزوع إلى جوهر الأشياء التي تسكن تلافيف الذاكرة، فيبقى مسكوناً بجائحات المعدمين والمهمشين على رصيف الحياة الجوع برد المستغيث من العراء ودفتر الحمقى كتاب الجهل يقرأه الحفاة مشانق الأطفال دروشة الرفيق على الرفيق وحلة الصوفي قافلة الرحيل إلى الرحيل وجملة القول ان ديوان «لا تجرح الماء» معلقة من ضياء الكلام المباح ومن تراتيل الصباح تسمو بالشعر نحو أفق الإبداع وترسم له قنديلاً متوهجاً بلا قناع. يذكر ان الديوان ضم إشارات نقدية لطائفة من أبرز النقاد العرب وهم: عبدالعزيز المقالح ومحمد صالح الشنطي وبوشوشة بن جمعة ومصطفى الكيلاني وحافظ المغربي أوحت للمتلقي مدى إشراقة الزهراني الشعرية.