لقد منَّ الله عليَّ بحضور المؤتمر العالمي الذي عقد في جنيف بسويسرا بعنوان "مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية"، بمشاركة شخصيات ومؤسسات عالمية تمثل أتباع الأديان والثقافات والحضارات في العالم، وكان برعاية رئيس الاتحاد السويسري الدكتور هانس رودلف ميرز. والمؤتمر تميز بعنوانه فهو يعني تأثير مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إشاعة القيم الإنسانية، وهذه القيم يحرص عليها العقلاء في العالم، ولذا كان الحديث في المؤتمر فاعلا، والجلسات ذات قيمة وشأن، والكل لديه الرغبة في التعليق والتعقيب والمداخلة، لأن العالم المعاصر يعاني من الصراعات والحروب والنزاعات، والعالم يعاني من الظلم، والعالم يعاني من التفكك الأسري، والعالم يعاني من الانحلال الأخلاقي، العالم يريد العدل والإنصاف، والعالم يريد السعادة والاستقرار، يريد الطمأنينة والأمن.. لقد استشعرت القيم الإسلامية التي جاءت لتحافظ على الدين والنفس والعرض والعقل والمال، هذه القيم جاءت لتحدد العلاقات والمعاملات وتعطي كل ذي حق حقه. لقد قال خادم الحرمين الشريفين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عند مناقشة مبادرته في عام 2008م" إن كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم من المبادئ التي نادت بها كل الأديان والثقافات، فمشكلات العالم كلها لا تعني سوى تنكر البشر لمبدأ العدالة".. نعم لقد جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الاديان ليشهد الجميع بأنه رجل السلام العالمي الذي يسعى لأمنهم واستقرارهم، ومن خلال الحوار يطلع خادم الحرمين الشريفين العالم على واقع تعاليم الإسلام علما وعملا. يقول الملك عبدالله في المؤتمر العالمي للحوار الذي أقيم في مدريد في شهر رجب 1429ه" جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين حاملا معي رسالة من الأمة الإسلامية، ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا أخيرا في رحاب بيت الله الحرام، رسالة تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان". إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان تنبئ عن فقه خادم الحرمين الشريفين للواقع العالمي المعاصر وهذه المبادرة تعد مشروعا عالميا للسلام العالمي.. إنها مبادرة تسعى لنشر القيم والمبادئ الإنسانية وإشاعتها في العالم أجمع. ولذلك فهي مبادرة فريدة من نوعها، تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني والعديد من القيم. لقد استبشر الحاضرون في مؤتمر جنيف على مختلف دياناتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم بالأهداف التي حققها المؤتمر، وطالبوا باستمرار اللقاءات والمؤتمرات، وأبدوا مشاعرهم وخالص شكرهم لخادم الحرمين الشريفين. *أمين الجمعية العلمية السعودية للدراسات الدعوية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام