ما نراه من اختطافات في اليمن لأناس ضيوف على هذا البلد يتنافى مع أخلاق الإسلام والعرب بحق الضيف. هذا السلوك والأسلوب البشع الوحشي يتنافى مع كل مبادئ وقيم الأديان وما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي رفض أن يروع أحد حمامة في أبنائها، ورفض أن يقتل إنسان يقول لا إله إلا الله، ورفض قطع الشجر وغيره إنه نبي الرحمة والإنسانية. الذين يتحدثون اليوم باسم الإسلام والكل يعرف أن هذه الفئة لا تمثل الإسلام من قريب أو بعيد، نشروا الخوف والرعب والموت وتمزيق البلاد من صعدة إلى زنجبار إلى لودر ورداع وهكذا.. لا يوجد مسلم أو غيره ينكر ما يقوله الإسلام حول احترام العقود والعهود والرسل والأعراف التاريخية، فماذا يتحدث هؤلاء، ولا يجوز إقحام الإسلام في هذا لأن هؤلاء يمثلون أجندة ملئت عقول بها وينفذونها بشجاعة، هؤلاء يريدون أن يقدموا صورة بشعة عن الإسلام. المستشرقون درسوا الإسلام ومركز الغرب وعرفوا سماحته وتأثيره فرأوا لا بد من حربه وتقديمه بصورة بشعة لتنفير الناس منه ولم يجدوا أحسن من هؤلاء الذين يسهلون دخول الأجانب ويرعبون الناس ويعرقلون التنمية ليقال هذا هو الإسلام وليس ما جاء في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وليس ما دعا إليه الأئمة وليس ما يقوله الخيرون في نشره في الغرب وغيره، هؤلاء يستبحيون دم المسلمين وأعراضهم وهم أجهل الناس بالدين ولكن لديهم عُقداً نفسية وأمراضاً وسلوكاً خطيراً. أتذكر أن عباس محمود العقاد ألف كتاباً حول هذا الأمر لديه أسماه مذهب ذوي العاهات. إن الذي ينتمي للتطرف لديه عاهة فكرية ويعوض عنها بالحقد والكراهية، وقد قرأت في أجهزة الإعلام وسمعت ما يحدث في اليمن وغيرها من اختطافات لأبرياء سواء أكانوا مسلمين أو أجانب، فما ذنب هؤلاء؟ ولكن ليست القضية في هؤلاء وإنما القضية أين القبيلة صاحبة النجدة أين المشايخ الذين يجب أن يرفضوا مثل هذه الأعمال ويصدوها ويوقفوها عند حدها؟ أين النجدة وأخلاق العرب وحماية الضيف؟ أم أن قبائل اليوم تنكرت لأخلاق العرب وأصبحت تلهث وراء المال ونسيت قيمها وتاريخها. قبائل اليمن كان يجب منهم أن يحرروا الرهائن ويرفضوا هذه الفئات ويسلموها للعدالة ويقام عليهم حد الحرابة. وللأسف إن هؤلاء تجرأوا عندما لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم وأساءوا لليمن وغيرها من الدول، وآن الأوان أن يصدر العلماء حكمهم الشرعي بوضوح في هذه المسألة، إن الصمت عن هذا يرفضه الإسلام هذا الدين الذي جاء رحمة للإنسان ورسالة السلام والمحبة وأن هذه الأعمال صد عن سبيل الله فلا بد من وقفها ورفضها. لقد سكت الناس طويلاً وهم يعرفون القوى التي تقف خلف هذه العصابات لذا لا بد أن نقول للعلماء والمفكرين الإسلاميين قولوا كلمتكم وحكم الإسلام وجهوا نداء للعالم الإسلامي بالحرب ضد هؤلاء إنهم خارجون عن مبادئ الأمة، وتحدثوا بصراحة عن الحكم الشرعي فيهم، ونقول للقبائل هبوا وانظروا لمصلحة بلادكم وأعيدوا الثقة بكم وبمبادئكم وحماية الضيف والمهاد ضمن الاتفاقيات الدولية، ونقول للقبيلة تذكروا مواقف الأجداد والتايخ في مثل هذا. اليمن اليوم خرج من محنة وأنقذه الله من حرب أهلية ولا بد من القضاء على ما يؤدي لتمزيقه والدم والقتل والبغي بغير الحق ونقول للعلماء وجهوا القبائل وذكروهم بأحكم الشرع، ونقول لأولي الأمر طبقوا شرع الله في حق المحاربين تحموا الأمة، وإن شريعتنا جاءت لحفظ الحقوق والأرواح وأن الله قال (ولكم في القصاص حياة) يجيب على أجهزة الإعلام وأئمة المساجد والقبائل أن يتحدوا صفاً واحداً لرفض هذه الفئات وإنها خارجة عن المجتمع وعن أعراف وأرواح الناس وحماية المعاهدين باتفاقيات نحن وقعنا عليها. إن الإنسان ليتألم حزناً لهذا السكوت والتراخي أمام هذه الأخطار، إن الجميع يجب أن يتحدوا أمام هذا الخطر وأن يعطوا الصورة المشرقة ويرفضوا ثقافة الدم والحقد والكراهية، ولقد زادت الأمور وخرجت عن حد المعقول. اليمن اليوم يخسر دعم العرب ويخسر دعم أصدقائه بسبب هؤلاء وسلوكهم المرفوضة المتخلفة التي لا تريد الأمن والاستقرار للمواطن وتريد أن لا ترى الأمان والاستقرار، أما الدول الشقيقة والصديقة سوف تنسى الورقة اليوم في يد القبيلة التي يراهن عليها الجميع بأن تجمع طاقات الشعب وتوحد كلمة الأمة، وأن يرفضوا أن تنفذ جهات معادية أجندة على أراضيهم. نعم هناك دول لها مصلحة لتحويل اليمن إلى أرض محروقة لمصالح هذه الدولة الاقليمية، فقد آن الأوان أن تقف عند حدها وأن تثبت القبائل اليمنية أن اليمن فوق الجميع وأن من دخل اليمن كان آمناً بحماية القبيلة. أما هذا فسيؤدي لحرب أهلية وانفلات وتأخر اليمن وكذلك ما نراه في الصومال ودول الساحل الأفريقي. كل هذا يسير في الطريق يجب على الجميع من علماء وقبائل وأعيان رفض هذه الفئات وهذه الثقافة التي تتنافى مع دين نبينا وأصحابه وآل بيته وأئمة الأمة والشرع واضح. وأما هؤلاء فسيكشف التاريخ أنهم يمثلون جهات لا ترى سوى الموت وثقافته لشعوبنا وتريد لإسلامنا الصورة المشوهة. كل هذا يجعل أنه من الضروري الدعوة للقاء شامل للعلماء والقبائل والأعيان ليقفوا أمام هذه الأحداث ووضع الحد لها وإلا فإن المستقبل سيكون مظلماً والكل يعرف ما هو حكم الشرع بذلك، ويجب على مفكري الأمة دراسة هذه الظاهرة السلوكية التي لا علاقة لها بالدين أن تعالج جذرياً من كل جوانبها وأين الخلل الذي نفذ منه أعداؤنا لقلوب وعقول شبابنا.