"منذ عدة سنوات وأنا احلم بزيارة ارض والدي السعودية لعلي ألقاه، وكنت طوال السنوات السابقة أفكر كيف ازور المملكة، وما إن وجدت إعلانا من شركة سياحية في النمسا لتنظيم برنامج سياحي لزيارتها حتى كنت أنا ووالدتي من أوائل المسجلين في هذا البرنامج".. بهذه الكلمات بدأت ليلى حديثها ل "لرياض"، ولكن من هي ليلى وما قصتها؟! في البداية تحدثت والدتها السيدة رومانا سيدل، فقالت: قبل ستة وعشرين عاما تعرفت على رجل أعمال سعودي من مدينة الخبر، وكان له استثمارات في النمسا وطلب الزواج مني فقبلت، وبعد سنة أنجبت ابنتنا ليلى وهو من سماها، وكان يذهب إلى المملكة ثم يعود إلينا في النمسا، ولكن عندما بلغت ليلى الرابعة من عمرها عاد لوطنه وانقطعت وسائل الاتصال معه تماما ولم نعد نعلم عنه شيئاً، ومؤخراً علمت انه توفي قبل عشر سنوات، وان له أبناء قد اخبرهم بان لهم أختا في النمسا، ونحاول الآن التواصل مع إخوانها لكي تتعرف ليلى عليهم. وقالت ليلى: رغم إنني ولدت في النمسا واحمل الجنسية النمساوية، إلا إنني اعتز بانتمائي للمملكة كون والدي سعوديا، وهذا ما دعاني لزيارة هذا البلد. وعن علاقتها بوالدها قالت: أنا لا اذكر شيئاً من حياتي مع والدي، وآخر اتصال معه كما تخبرني والدتي كان وعمري أربع سنوات، وبعد ذلك انقطعت علاقتنا مع والدي ولكنني احتفظ بصور جميلة له. وعن رحلة البحث عن والدها قالت: لقد بذلت أنا ووالدتي جهودا كبيرة من اجل الوصول إليه، ولكن مع الأسف بعد عشرين عاما من البحث، وعندما توصلنا إلى معلومات عن والدي، كانت المفاجأة انه توفي منذ عشر سنوات، ولكن المفرح انني علمت انه اخبر أبناءه قبل وفاته أن لهم أختا في النمسا، وأتمنى أن ألتقي بهم قريبا. وأضافت: نعم أنا نمساوية ولكني اعتز بجذوري السعودية، واعشق النمسا ومن الصعب جدا أن أعيش في بلد غيرها، فأنا عشت خمسة وعشرين سنة من حياتي فيها، وتعلمت هناك واعمل فيها خبيرة تجميل ومصممة أزياء، وقد يكون من الصعوبة أن أعيش في مكان آخر غير النمسا، ولكن لو قدر لي أن أعيش هنا شهرا أو شهرين فسوف تكون تجربة جديدة وسعيدة لي. ووصفت شعورها بزيارة المملكة، حيث قالت: أكثر ما أعجبني هو التعامل المميز من الشعب السعودي، لاحظت ذلك من خلال جولتنا في الرياض والجوف والعلا حيث أعجبني تعامل الناس، وبحق هم طيبون جدا وكرماء وودودون، كما اعجبتني العلا كثيرا، وخاصة آثار مدائن صالح والبلدة القديمة. وفي نهاية حديثها قالت: أتمنى أن يطلع إخواني على اللقاء، حتى يتم التواصل بيننا، وأتمنى أن أراهم قريبا، تاركة عنوان بريدها الالكتروني للتواصل معها، مختتمة حديثها قائلة "السعودية بلد جميل وأتمنى أن أرى إخواني عن طريقكم".