سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعلومات المتداولة حول أضرار لقاح إنفلونزا الخنازير لا تستند إلى أبحاث موثقة علاقة «السكوالين» الموجودة في بعض التطعيمات بإصابات الجنود بإعاقات في حرب الخليج غير دقيقة
تتداول العديد من المواقع والمنتديات الالكترونية ورسائل الإيميل معلومات حول لقاح انفلونزا الخنازير A(H1N1) ومأمونيته، ومنها معلومات مغلوطة أو مبالغ فيها حول ما يؤديه من مضاعفات على الصحة مع أن معظم تلك المعلومات لا تستند إلى أبحاث ودراسات علمية موثقة. ولهذا فمن المناسب إطلاع القراء على ما تقوله بعض المنظمات والهيئات العالمية الصحية في ذلك. مع التذكير بأن وزارة الصحة ممثلة في اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية وكذلك الهيئة العامة للغذاء والدواء طمأنت مؤخرا الجميع من أن اللقاح المضاد لفيروس انفلونزا الخنازير A(H1N1) آمن ولا توجد له مضاعفات خطيرة جراء استخدامه. وللتسهيل على القارئ، فسأسرد الموضوع على صفة السؤال والجواب. * ما أهمية اللقاحات بشكل عام للوقاية من الأمراض؟ - يشير المركز الأوروبي للسيطرة والوقاية من المرض (ECDC) أن اللقاح المضاد لأي جائحة مرضية (كما هو الحال في انفلونزا الخنازير)، يُعد أحد أهم الطرق الفعالة لمواجهة الجائحة. وتذكر منظمة الصحة العالمية أن برامج التحصين تساعد على خفض نسبة المرض والوفيات والحد من انتشار العدوى في المجتمع، بالإضافة إلى الحد من استخدام الخدمات الطبية. * هل يتوفر حاليا لقاح لإنفلونزا الخنازير المستجدة؟ - بدأت العديد من شركات الأدوية العالمية في تصنيع لقاح مضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير المستجدة إلا أن معظمها في المرحلة التجريبية التي تتم وفق معايير وخصائص وفئات عمرية محددة، وتشير المعطيات الأولية فعالية اللقاح ولله الحمد. ومؤخرا أعطت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصريحا لإنتاج لقاح من قبل أربع شركات بعد انتهاء التجارب الأولية على الإنسان واطمئنانها على سلامة اللقاح وفق المؤشرات الأولية، ومن المتوقع أن يتم البدء في إنتاجه وإعطائه لبعض فئات المجتمع في الولاياتالمتحدة خلال فترة قريبة جدا. * ما مدى سلامة ومأمونية لقاح انفلونزا الخنازير المستجدة A(H1N1)؟ - تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن هناك تجارب سريرية وغير سريرية تُعمل من أجل الحصول على المعلومات المتعلقة بشأن الاستجابة المناعية للقاح ومدى مأمونيته. كما تشير أن نتائج التجارب الأولية للقاح مطمئنة حتى الآن، وتضمن الدرجة نفسها من المأمونية التي تكفلها لقاحات الإنفلونزا الموسمية، والتي تعطى لملايين البشر سنويا. وعلى سبيل المثال فتشير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن لقاح المونوفالنت المضاد لفيروس A(H1N1)، والتي سبق وأن أعطت تصريحا لإنتاجه، يُصنع ويُختبر بنفس العمليات التي تنتج بها لقاحات الانفلونزا الموسمية والتي تعطى للملايين سنويا وبدرجة مأمونية واضحة. أحد أنواع اللقاحات * ما هي المعايير التي تشترطها وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء لضمان أكبر قدر ممكن من مأمونية اللقاح؟ - أكد بيان سابق مشترك لوزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء السعودية أنه سيتم تأمين اللقاح بإذن الله بعد التأكد من مأمونيته وسلامته، ومن ثم الموافقة عليه من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء والهيئات الرقابية الدولية، حيث سيتم توفيره في المملكة على شكل حقن عضلية. وشدد البيان على حرص وزارة الصحة والهيئة على الحفاظ على صحة وسلامة الجميع، وأنها لن تسمح باستخدام أي لقاح أو علاج إلا بعد التأكد من سلامته ومأمونيته وعدم وجود آثار جانبية جراء استخدامه، والقيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة وفق الأنظمة والإجراءات المعمول بها دوليا. * ما هي الآثار الجانبية المتوقعة من إعطاء لقاح إنفلونزا الخنازير المستجدة A(H1N1)؟ - تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تكون الآثار الجانبية للقاح مشابهة للقاحات الانفلونزا الموسمية، ومن أكثرها شيوعا التفاعلات في موضع الحقن كالألم والتورم والاحمرار، وربما الإصابة بالحمى والصداع وآلام في العضلات والمفاصل. وغالبا ما تكون هذه الآثار الجانبية معتدلة وتزول تلقائيا خلال أيام قليلة. إلا أنه، وكما هو الحال في جميع الأدوية واللقاحات الأخرى، فقد تحصل مضاعفات في بعض الحالات، والتي غالبا ما تكون نادرة الحدوث. علما بأن الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة تقوم بمراقبة ورصد الأعراض الجانبية للأدوية واللقاحات من خلال المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية، كما تقوم بالتنسيق مع المراكز العالمية بهذا الخصوص. * تتداول العديد من المنتديات والرسائل الإلكترونية معلومات تحذر من استخدام مادة الثيمروزيل (Thimerosal) في اللقاح، وأنها تسبب أمراض عصبية ومرض التوحد، فما تلك المادة؟ وما مدى ضررها على الصحة؟ - تشير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن مادة الثيمروزيل أحد مشتقات الزئبق، ويتم استخدامها على نطاق واسع كمادة حافظة لمنع تجرثم اللقاح بالميكروبات في بعض أنواع اللقاحات (وتحديدا عبوات اللقاح ذات الاستخدام المتعدد). وتشير الهيئة أنه وبناء على الأبحاث التي عملت في الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول فلا يوجد براهين واضحة حتى الآن تثبت وجود علاقة بين استخدام الثيرموزيل في اللقاح والإصابة بالتوحد. علما بأن بعض الدول قامت بإزالة أو تخفيف أو استبدال تلك المادة بمواد أخرى في جرعات اللقاحات. الفحص المخبري وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الثيمروزيل في برامج التحصين العالمية وذلك كون فوائد هذه المادة يفوق نظريات سمية المادة، وفي حالة تخفيفها أو استبدالها أو عدم استخدامها فيجب أن يتم ذلك وفق أسس علمية تضمن فعالية وسلامة اللقاح. * يُتداول أيضا في المنتديات ورسائل البريد الإلكتروني معلومات حول ضرر استخدام مادة السكوالين (Squalene) فما هي، وما مدى سلامة استخدامها في اللقاح؟ - تشير منظمة الصحة العالمية أن السكوالين مادة طبيعية توجد في النباتات والحيوانات والإنسان، والعديد من الأطعمة وبعض الأدوية. وأشار بيان مشترك للجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية والهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية أن التقارير العلمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية تفيد باستخدام السكوالين كمادة محفزة للمناعة في لقاحات الأنفلونزا منذ عام 1997م، وقد تم إعطاء أكثر من (22) مليون جرعة من هذا اللقاح المحتوي على 10 مليغرام في الجرعة الواحدة ولم تسجل أية أعراض جانبية خطيرة موثقة لهذه المادة. وتشير المنظمة أن ما ينشر من معلومات حول علاقة تلك المادة بإصابة بعض أفراد الجيوش (الأمريكية وغيرها) في حرب الخليج بمشاكل صحية وإعاقات نتيجة إعطائهم لقاحاً ضد الجمرة الخبيثة يحتوي على السكوالين غير دقيقة، خصوصا وأن ذلك اللقاح لم يحتو على تلك المادة. * ما هي الفئات التي سيتم إعطاؤها اللقاح؟ - من المعلوم أنه يصعب توفير اللقاح لجميع شرائح المجتمع دفعة واحدة، لعدة اعتبارات، من أهمها محدودية الإنتاج على المستوى العالمي، وصعوبة تغطية كافة شرائح المجتمع في آن واحد. وترى منظمة الصحة العالمية أن على كل دولة وضع أولوياتها في الفئات المستهدفة باللقاح وفق المؤشرات المتوفرة لديها. ومن المعلوم أن اللجنة الوطنية العلمية للوقاية من الأمراض المعدية هي المعنية بتحديد تلك الفئات العمرية. وتشير العديد من الهيئات الصحية بما فيها منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية والمركز الأوروبي للسيطرة والوقاية من المرض أن من الفئات الأساسية التي يجب استهدافها بالتطعيم العاملين في مجال الحقل الطبي وكذلك الحوامل. وبشكل عام فلا بد من إعطاء أولوية للفئة العمرية أكبر من ستة أشهر ممن يعانون من بعض الأمراض المزمنة المحددة، وغيرها من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض. وأخيرا، فلا بد من الإشارة إلى أن معظم حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير المستجدة تُعد إصابات خفيفة إلى متوسطة ولله الحمد، وغالبا ما تشفى دون الحاجة لتدخل طبي. كما سبق وأن طمأنت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين بأنها رصدت ارتفاعا في نسبة الشفاء من المرض ولله الحمد، حيث بلغت 98% من حالات الإصابة المسجلة. وأشارت إلى أن معدل الوفيات يتوافق مع المعدل العالمي. * خبير تعزيز الصحة والمشرف على إدارة التوعية الصحية بوزارة الصحة منظمة الصحة العالمية