تعرضت مدينة لاهور الأثرية الواقعة شرق باكستان لثلاث هجمات مفاجئة يوم أمس أسفرت عن مقتل 39 شخصاً. استهدف الهجوم الأول مقرا للشرطة الجنائية وشنه أربعة مسلحين استخدموا خلالها رشاشات وقنابل يدوية. وقد تمكن اثنان منهم من التسلل إلى داخل المقر بينما لقي اثنان آخران مصرعهما في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن التي كانت تحرس المقر. أما الهجوم الثاني فقد نفذه ستة مسلحين يرتدون زي رجال الأمن على مقر قوات الأمن الخاصة التابعة للشرطة في مدينة لاهور بالقنابل اليدوية والأسلحة الآلية. ووقع الهجوم الثالث على مقر أكاديمية الشرطة في نفس المدينة وعلى بعد خمسة كيلومترات من موقع الهجوم الثاني، إلا أن سلطات الأمن الباكستانية تمكنت من السيطرة على الوضع. هذا وذكرت مصادر بأن الأوضاع الأمنية في البلاد بدأت تشتد سوءاً خصوصاً بعد موجة العمليات المسلحة التي شنتها الجماعات الطالبانية المسلحة ضد المصالح الحكومية. إلى ذلك طلبت السلطات الباكستانية من العاملين في السفارات الأجنبية تزويدها بقائمة بأسلحتهم النارية. وكانت وزارة الخارجية قد بعثت بخطابٍ رسمي في 8 أكتوبر الجاري لكافة السفارات الأجنبية المعتمدة بإسلام آباد تطلب فيها من البعثات الدبلوماسية تقديم قائمة بما في حوزتها من أسلحة سواء المرخصة أو دون ترخيص وذلك في ضوء ضبط بعض الدبلوماسيين الأجانب (دانمركيين وهولنديين وأمريكيين) على حواجز أمنية في داخل العاصمة وعلى مشارفها بحوزتهم أسلحة وذخائر وقنابل يدوية وستر واقية من الرصاص. وبعد هذه الهجمات واصل الجيش الباكستاني امس قصف معاقل طالبان في شمال غرب باكستان مخلفا 27 قتيلا وفق مسؤولين امنيين. وصرح ضابط في الجيش الباكستاني لفرانس برس رافضاً كشف هويته "حصل قصف شديد اليوم (امس) وسقط فيه 27 قتيلا ولا ندري فعلا كم منهم من المقاتلين الاسلاميين". واوضح ان هؤلاء الاشخاص قتلوا في قصف على ثلاثة مواقع مختلفة. واكد ضابط آخر الحصيلة لكن يستحيل التحقق من الارقام التي يقدمها الجيش يوميا من مصدر مستقل حيث ان طالبان تسيطر تماما على تلك المناطق. وفي وقت لاحق اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن "قلقه" حيال الخسائر البشرية بعد سلسلة الاعتداءات امس في باكستان، حسب ما اعلن البيت الابيض. وقال متحدث باسم البيت الابيض هو بيل بورتو ان "الرئيس اوباما يقلق دائما عندما يسقط مدنيون ابرياء". واضاف "هذا الامر يظهر مرة اخرى ان المتطرفين الباكستانيين يهددون باكستان والولايات المتحدة على السواء" موضحا ان اوباما كان اطمأن للعمليات الاخيرة التي قام بها الجيش الباكستاني لدحر المتطرفين. غرافيك باكستان