أعود إلى هذا الموضوع غصباً بعد أن كثرت اعتراضات القارئات عليه ، وكنت قد قلت إن المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ستفتتح معهدا لتدريب الفتيات على أعمال السباكة والكهرباء والكمبيوتر : أقصد صيانة الكمبيوتر وجوبهت بالسؤال التقليدي : هل ترضى أن تعمل بناتك في هذه الأعمال ، وجوابا عليه أقول إنني اتمنى أن تكون كل بنات البلد مثل حياة سندي وغادة المطيري وثريا عبيد وحتى ابنتي التي تدرّس العمارة في جامعة السوربون ، ولكن هل هذا ممكن ؟ بل مستحيل ولدينا بالعكس جيش من العاطلات يبلغ ربع نساء البلد ، وهن في الأغلب الأعم لا عائل لهن ، فما العمل ؟: العمل أن نخلق لهن فرص عمل في كل المجالات ، ولكن مرة أخرى مستحيل أن تكون كل النساء إداريات ناجحات أو موظفات في البنوك والشركات ، وهذا ينطبق على الرجال ، فهناك أيضا جيش من العاطلين الذين لا يحتاجهم سوق العمل ، والحل أيضا أن نخلق لهم فرص عمل ، وليس عيبا أن يعملوا في مهن يدوية بل العيب أن يكونوا عاطلين وعالة على المجتمع ، وأعود إلى المرأة ، واليوم قرأت خبرا في صحيفة الرياض نصه : " لا تزال مهن صيانة أجهزة الكمبيوتر في المدارس التعليمية النسائية تمتهنها الأيدي الأجنبية العاملة ، وطالب عدد من المعلمات بانشاء معاهد متخصصة لتدريب الفتيات على صيانة الأجهزة بهدف وجود مهن للفتيات العاطلات عن العمل والاستغناء عن العمالة الأجنبية " فأي ضير في هذه المهنة ؟ وفي رأيي أن الفتاة العاطلة التي تستنكف منها لا تستحق الحياة.