ويدُ المدير تُفضّل التقبيلا .! لا أعلم هل مدير المدرسة ، الذي دأب على جعل الطلاب يقبّلون يده في رتل ( طابور ) الصباح ، يُدرّس مادة ، حتى نقول عنه إنه يستحق التبجيل عملاً ببيت الشعر القائل : - قم للمعلّم وفّه التبجيلا - كاد المعلم أن يكون رسولا. حتى بيت الشعر وكل دعوات احترام المعلم لم تقل إن تقبيل اليد جزء من الاحترام والتبجيل . فمن أين سرداب أتى ذاك المدير بهذه " التقليعة " لا أدرى ، ولا مفتشي التربية يدرون . ثم إننا في عصر سرعة انتقال الأوبئة وقد يُصاب المدير أو الطلبة أو كلهم بوعكة صحية .. بسبب إهمال الوقاية .. ! . فقولوا للمدير وغيره من المدراء : عيب يا شاطر .. ! . وأعتقد أن أجمل صورة للمدير المدرسي ، أمام تلاميذه هي إنجازه لمهمته التربوية ، وهى مهمة ليست بالبسيطة ، بدلاً من أن يُشغل باله في مد يده للتقبيل ، وهو عمل لا يُشعر التلميذ بالطمأنينة والراحة فى كل الأحوال . ولو تفشّت هذه العادة فلن نقول عن العملية التربوية إنها بخير، وأن مدراء لذلك بلغوا مرحلة التشكيك في شخصياتهم . ويروى عن الملك عبد العزيز – رحمه الله – أنه قال لجلسائه "إن تقبيل اليد لغير الوالدين من أخلاق الأعاجم، وحنا ما أعزنا الله إلا بالإسلام، ولا نرضى للعربي أن يُخالف طباعه ". وربما اعتقد المدير أن ذلك من معنى التقدير والاحترام . لكن العاطفة التربوية يجب أن تكون هي الجامع بين القلوب وتسمو فوق كل مظهر شكلي، وإذا تعود التلاميذ على ممارسة كهذه فإنها ستلتصق في أذهانهم تصعب إزالتها . أجزم أن مسئولي التربية قد وضّحوا هذا للمدير .