لا يزال استشهاد اثنين من أفراد الدفاع المدني بمحافظة القنفذة حديث المجتمع الذي تناقل خبر وفاتهما بشيء من التقدير البطولي.. وهم يؤديان واجبهما الوطني في إنقاذ حياة مواطنين احتجزتهم السيول الجارفة يوم السبت الماضي ونجاة اثنين آخرين من زملائهما من منسوبي الدفاع المدني بالقنفذة وهما الملازم حمدان بلال الرويلي ووكيل الرقيب علي المرحبي ولكن تظل بطولة شهيدي الواجب العريف علي منصور العبدلي والجندي محب محمد السابطي محل تقدير الجميع.. كونهما قدما أرواحهما من أجل إنقاذ محتجزين فكانت النهاية المؤلمة عندما جرفتهما السيول في وادي قنونة (35) كلم شرق القنفذة وفي التفاصيل التي حدثت عندما حاولت الفرقة بقيادة الملازم حمدان الرويلي إنقاذ شابين محتجزين فجأة انهارت طبقة الاسفلت لتسقط سيارة الدفاع المدني وتتمكن الفرقة المساندة من انتشال الملازم الرويلي ووكيل رقيب علي المرحبي بينما السيول جرفت العريف علي العبدلي والجندي محب السابطي ولقيا مصرعهما غرقاً وتم انتشالهما ونقلهما إلى مستشفى القنفذة العام ثم تم دفنهما في مشهد مهيب وحزين. «الرياض» زارت أسرتي شهيدي الواجب العريف علي العبدلي والجندي محب السابطي ونقلت لهما التعازي والمواساة في فقيدي الواجب حيث زرنا في البداية أسرة الشهيد العريف علي العبدلي في قرية الوطاة والتقينا بوالده المكلوم منصور عبدالله يحيى العبدلي - متقاعد من الدفاع المدني بالقنفذة. وقال: الحمد لله على قضائه وقدره، ولقد كانت فاجعة كبيرة لنا ولكن عزاؤنا أنه مات وهو يؤدي واجبه في خدمة وطنه في ظل قيادتنا الرشيدة التي نكن لها الحب والولاء والطاعة وكان لوقوف المسؤولين مع مصابنا الجلل الأثر الكبير في تخفيف مصابنا فقد ذهب ابننا وهو يؤدي واجبه وكلنا فداء للوطن. وعن الحالة الأسرية للفقيد قال: ابني علي متزوج ولديه اثنان من الأبناء ابن منصور وابنة أمواج وزوجته حامل وعليه ديون والتزامات مالية تقدر بقرابة مائة وخمسين الف ريال ولديه منزل شعبي.. وأضاف بأننا فخورون باستشهاده ونسأل الله أن يجعله من الشهداء وأقدم هنا شكري لمدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبدالله التويجري الذي هاتفني وقدم لي التعازي وتعازي سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه مقدرين التضحية التي قدمها ابننا، كما تلقينا تعازي كافة المسؤولين بالمحافظة. كما تحدث لنا عم الشهيد علي عبدالله العبدلي قائلاً: الحمد لله على قضائه وقدره والحمد لله ذهب ابننا هو وزميله وهما يؤديان واجبهما في إنقاذ محتجزين نتيجة السيول الجارفة والحمد لله على كل حال ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل. كما تحدث لنا شقيق شهيد الواجب عبدالله منصور العبدلي وقال بنبرات حزينة ان فراق شقيقنا مؤلم جداً ولكن عزاؤنا أنه مات وهو في ميدان الشرف ويؤدي واجبه فداءً لهذا الوطن الذي ننعم بخيره في ظل قيادتنا الرشيدة.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. وقال شيخ قبيلة العبادلة بوادي الأحسبة الشيخ محمد بن حسن العبدلي: الحمد لله على ما قدر وهذا قدر الله ولا اعتراض عليه فلقد قدم العريف علي العبدلي وزميله الجندي محب السابطي مع الزملاء الآخرين الذين نجوا أروع البطولات في إنقاذ أرواح بريئة داهمتهم سيول جارفة والحمد لله على كل حال ودعاؤنا أن يتقبلهما الله من الشهداء ويرحمهما ويسكنهما فسيح جناته. من جهة أخرى تحدث لنا والد شهيد الواجب العم محمد السابطي والد شهيد الواجب محب السابطي والذي يسكن في قرية القاع بأنه حزين على فراق ابنه ولكن عزاؤنا بأنه مات وهو يخدم وطنه وقدم واجبه الوطني وهذا فخر لنا.. وعن حالة ابنه قال ان ابنه متزوج ولديه ولد وعمره ثلاث سنوات وعليه ديون.. وأضاف بأن مشاركة المسؤولين بالمنطقة خففت مصابنا وألمنا حيث شاهدنا وقفتهم المشرفة وكان لها الأثر الكبير في نفوسنا فرحم الله فقيدي الواجب واسكنهما فسيح جناته وجعلهما من الشهداء وحمى الله بلادنا من كل سوء ومكروه وحفظ لنا قادتنا الميامين اعزهم الله وقدم شكره لكل من واساه في ابنه. من جهته عبّر العقيد حسن بن علي القفيلي مدير الدفاع المدني بالقنفذة عن حزنه الشديد في وفاة فردين من افراد الدفاع المدني وقال: عزاؤنا انهما توفيا وهما يؤديان واجبهما الوطني. وأثنى العقيد القفيلي على شهيدي الواجب وقال: انهما من خيرة الأفراد ولا نملك إلا الدعاء لهما بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته وان يسكنهما فسيح جناته وأن يلهم اهلهما وذويهما الصبر والسلوان والحمد لله على قضائه وقدره.. وأضاف العقيد القفيلي بأن صحة الملازم حمدان الرويلي ووكيل رقيب على المرحبى في تحسن وقد غادرا المستشفى العام بالقنفذة. وأبدى مدير الدفاع المدني بمحافظة القنفذة العقيد حسن بن علي القفيلي اسفه لحادث غرق جنديي الدفاع المدني يوم السبت الماضي الذي لقيا فيه حتفهما.. وقدم العقيد القفيلي تعازيه لأسرة الشهيدين. وقال ان قلة وعي المواطنين وراء كوارث السيول.. اضافة إلى العقوم الترابية التي يحدثها المزارعون ولها الدور الكبير في ارتفاع منسوب المياه عن سطح الأرض بدرجة لا تستوعبها الكباري والعبارات مما أدى إلى انهيار الاسفلت، وسقوط احدى آليات الدفاع المدني مما أدى إلى وفاة العريف علي منصور العبدلي والجندي أول محب السابطي اللذين قدما أرواحهما من أجل إنقاذ آخرين.. فللوفاء والتضحيات أشكال وصور عدة للحفاظ على أرواح الناس. وأضاف العقيد القفيلي بأن العريف العبدلي والجندي السابطي من خيرة افراد الدفاع المدني خلقاً وعملاً وأسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته. وأشيد أيضاً بالملازم حمدان الرويلي وزميله الوكيل رقيب علي المرحبي اللذين أصيبا ونجيا من الغرق. وحذر العقيد الغفيلي جميع المواطنين من المخاطرة وعبور الأودية أثناء جريان السيول وكذلك السكن في بطون الأودية لأن ذلك يعرضهم للخطر.