تعيش بلادنا هذه الأيام نفحات عبق العزة والكرامة، وتكتسي ثوب الفرح والسرور وذلك احتفاء بمناسبة ذكرى اليوم الوطني، هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً، وتأتي أهمية هذه الذكرى العطرة لكونها تمثل يوم توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى وتدشين مرحلة انطلاق الإنسان السعودي في مضمار البناء والتشييد والعطاء، إنسان يعيش تحت راية التوحيد، وتملأ جوانحه الثقة والطمأنينة، ويدفعه الأمل والطموح والتطلع إلى العالم الحديث، حيث ملأت السعادة كل مساحات الوطن، وغمرت الفرحة الأجواء حينما رفرف العلم السعودي عالياً خفاقاً، وسجلت المملكة حضوراً قوياً وفاعلاً في المحافل الدولية والمنابر العالمية، معلنة ميلاد هذه الدولة القوية المؤثرة على مختلف الأصعدة، وكان ذلك انتصاراً لإرادة التوحيد والنماء التي قادها الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه). هذه الأيام تحتفي البلاد بالمناسبة السعيدة، والغالية علينا جميعاً، إذ نستحضر علامات فارقة على صعيد الإنجاز، وتنامي دور المملكة ومكانتها المؤثرة على الخارطة الدولية كواحدة من الدول الفاعلة اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً بقوة وجدارة. ولا شك بأن هذا يمثل مصدر فخر وإعزاز لكل أبناء المملكة العربية السعودية، ويعزز فرحتهم بهذه المناسبة الغالية، التي جاءت ملبية للتطلعات، وجعلتهم مرفوعي الرأس بين الأمم، يعيشون نعمة الرخاء والاستقرار والأمن، ويتمتعون بمستوى عال من الخدمات، وينعمون بالرفاهية والعيش الكريم. وظلت مملكتنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز (حفظهم الله) توظف إمكاناتها كافة لخدمة المواطن وتلبية طموحاته وتطلعاته وتبذل ما في وسعها من جهد من أجل الارتقاء بالإنسان السعودي وتأهيله ليواكب مسيرة التقدم الحضاري التي تنتظم العالم اليوم، متميزاً بثقافته ومفاهيمه ونمطه الخاص وفكره النير ومبادئه النبيلة. وتحرص بلادنا في ظل القيادة الرشيدة - حماها الله - دوماً على المزاوجة بين الثوابت المرتكزة على العقيدة الإسلامية الصافية النقية، والمتغيرات العصرية ومتطلبات كل مرحلة، والأخذ بكل جديد إيجابي يرفد رفاه الإنسان وتقدمه ورفعته، وفهم واستيعاب مفردات لغة العصر، دون الإخلال بما هو ثابت، أو التقاعس عما هو مفيد ونافع، وهذا يميز التجربة الفريدة للمملكة العربية السعودية بالمزيد من الخصوصية. وما نشاهده اليوم من نماء وتطور، وما ينعم به المجتمع السعودي من وفرة ورخاء، هو نتاج طبيعي وثمار للغرس الطيب الذي سقاه الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - مع بشارات التوحيد والتكوين الأولى ودوام على سقياه من بعده أبناؤه الملوك البررة الميامين الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد (رحمهم الله جميعاً) وسار على ذات النهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني (حفظهم الله)، ويمثل ذلك المسلك القويم تحقيقاً للرؤى والتطلعات التي ظل المواطنون ينتظرونها منذ بداية قيام المملكة، وها هي الأحلام تتحقق، والأمنيات تصبح واقعاً، والمملكة تزدهر عمرانياً، وتنمو سكانياً وتنهض تنموياً، لتستشرف مستقبلاً أكثر نهوضاً وغداً أكثر إشراقاً برعاية مليكنا المفدى حفظه الله. نحن نحتفي بهذه الذكرى العطرة وأمامنا حزمة من الإنجازات، على رأسها تحقيق الأمن والاستقرار، وتنوع مظاهر النماء والتطور وتعددها، في مختلف القطاعات، ومن أبرز المنجزات القضاء على جيوب الفتنة والضلال وكسر شوكة أعداء الإنسانية والوطن والسلام، واستشراف آفاق الغد الواعد بسواعد الوطن الفتية، وكذلك التوسع الأفقي والرأسي في مضمار الخدمات، وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية، من أجل توطين الوظائف، والقضاء على مشكلة البطالة، وكذلك إحراز المزيد من التقدم في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية، وكثير من المنجزات التي لا يتسع المجال لحصرها، وستبقى بلادنا ولله الحمد والمنة تنعم بالإنجازات وتزخر بالخيرات وتحقق الآمال والطموحات، في ظل النهج القويم وتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء، بقيادة راعي مسيرة النماء والبناء والعطاء، خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم، وأدام لحكامنا الأوفياء نعمة الصحة والعافية والتوفيق، وأدام نعماءه وفضله على شعبنا الطيب الأبي، وحفظ بلادنا من كل سوء وفتنة، إنه سميع قريب مجيب.