إن احتفال المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بذكرى اليوم الوطني خلال الأيام القريبة القادمة، لهو احتفال بذلك اليوم التاريخي الذي حقق للمملكة مكانة مرموقة بين الدول قبل ثمانين عاماً، حيث كانت للملك عبدالعزيز - رحمه الله - وقفة خالدة مع التاريخ عندما قام بجهود مخلصة لتوحيد أجزاء بلاد الحرمين الشريفين وتسميتها المملكة العربية السعودية، وأعلن من خلالها قيام هذه الدولة الفتية، كبديل للكيانات الممزقة التي كانت سائدة قبل قيام المملكة العربية السعودية التي التزمت تطبيق الشريعة الإسلامية وأرست تعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية، وانطلقت لنشر السلام والدعوة إلى الله في الكثير من بلدان العالم، مضطلعة بدورها ومسؤوليتها الإنسانية والإسلامية، سالكة طريق العلم والتطور، وظلت ترتقي سلم المجد، نحو غد أفضل لها ولشعوب الإنسانية قاطبة. وتحل علينا الذكرى الثمانون لليوم الوطني، والمملكة تتبوأ مراحل جديدة من التقدم والازدهار، وتحقق المزيد من الأمن والاستقرار، حيث ارتكزت بلادنا الحبيبة منذ نشأتها على تطبيق الشريعة الإسلامية التي تمثل أساساً للحكم في المملكة وتشكل أبرز السمات التي جعلتها تتفرد وتتميز عن غيرها من البلدان في مجال الحكم والإدارة، وهو المنهج الذي خطه الملك المؤسس «طيب الله ثراه» وعلى دربه سار أبناؤه البررة الميامين. وفي الذكرى الثمانين لليوم الوطني، يتوالى الفرح وتعم البهجة، وأمامنا عدد من الشواهد والإنجازات الحضارية التي تحققت في وقت قياسي بفضل الله عزَّ وجلَّ وارتكزت تلك الإنجازات على الأساس المتين والمنهج القويم الذي وضعه الملك عبدالعزيز «غفر الله له» حيث وضع الأساس للنظام الإسلامي الذي اتسم بالثبات والاستقرار مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فأنشئت المؤسسات وقامت الإدارات واطلعت بدورها في التطور، وجعلت الدولة العلم والتقنية طريقها نحو النهوض والتقدم منذ الوهلة الأولى، وتميز القضاء بالتزام الشريعة الإسلامية في كل الأمور، وهكذا سارت المحاكم بمختلف مستوياتها، وجاءت الأنظمة لتعزز دور هذه المحاكم، وتم بسط العدل بين الناس، وحقق الملك المؤسس «طيب الله ثراه» إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام وتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزائرين، حتى صارت مملكة الإنسانية مضرباً للمثل على المستوى الدولي من حيث استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار. ونحن إذ نحتفل اليوم بهذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوبنا جميعاً، تبرز أمامنا حزمة من المنجزات التي تحققت في مختلف المجالات من خلال وتيرة متواصلة ومتصلة منذ توحيد هذا الكيان القوي على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله)، ولم تتوقف مسيرة البناء والنماء، بل استمرت في اطراد لتصل ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني «حفظهم الله جميعاً» وما زالت تلك المسيرة واعدة بالخير الوفير والنماء والعطاء بإذن الله تعالى. ولا يفوتني في هذه المناسبة الغالية، أن أهنئ القيادة الرشيدة والشعب السعودي بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وباني نهضتها الحديثة، بعد نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه، ونتمنى أن نرى سموه بيننا في القريب العاجل، حيث يتشوق إليه محبوه الذين ملك قلوبهم بجميل خصاله وجليل أعماله، وحبه للوطن والمواطنين. إن احتفالنا بمرور هذه الذكرى المضيئة خلال الأيام القريبة القادمة لهو احتفال بما اشتملت عليه هذه الحقبة من نماء وعطاء وتقدم وتطور، وهو في الوقت ذاته دافع لأبناء المملكة في مختلف مواقعهم، وحافز لهم لبذل المزيد من الجهد، لزحزحة المملكة إلى مواقع أكثر تقدماً وتطوراً، على طريق العلم والنماء والرخاء والوفرة والاستقرار، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني متعهم الله بالصحة والعافية، وأدام على بلادنا آلاءه العظيمة إنه جواد كريم سميع مجيب.