تعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منجز حضاري عالمي لايسجل للملكة فقط بل للعالم أجمع، ومنارة من منارات العلم والمعرفة ومشعلاً من مشاعل النور تضيء العالم وتسهم في نشر المعرفة والتقنية في المملكة خاصة وفي العالم بشكل عام. وسوف تسهم في التحول نحو اقتصاد المعرفة، الذي يتنافس العالم على تحقيقه ويرتكز على ثلاثة مقومات أساسية هي المعرفة والتقنية ورأس المال البشري وهذه المقومات هي مخرجات الجامعة والمنتج النهائي لها. ويعول على هذه الجامعة في إحداث نقلة نوعية في مجال الدراسات العليا المتخصصة بعيداً عن نمطية التعليم الجامعي التقليدي. ومما يميز هذا الصرح العلمي والتقني التخصصات العلمية الدقيقة في مجالات علمية نحن في أشد الحاجة إليها مثل علوم وهندسة الحاسب الآلي وهندسة البيئة وعلوم الأرض وتقنية النانو والرياضيات التطبيقية وغيرها من التخصصات العلمية الدقيقة الأخرى. وفضلاً عن كون هذه الجامعة متخصصة في علوم العصر وتقنياته الحديثة، فإنها سوف تعمل على تعزيز النواحي البحثية لعدد من المجالات العلمية، وسوف تسهم في تقديم حلول عملية للمشاكل التي نواجهها على أرض الواقع بعيداً عن الحلول التنظيرية الغير مفيدة. وتنفرد هذه الجامعة عن غيرها من الجامعات بأنها رسمت لنفسها منهجاً بحثياً من خلال تركيزها على برامج الدراسات العليا المتخصصة، ومن خلال استقطاب نخبة من الطلاب والطالبات الموهوبين على مستوى العالم مما يعني أن أفكار هؤلاء الطلاب سوف تتحول إلى منتجات وحلول عملية وواقعية للمشاكل على أرض الواقع. ومما يدعم هذا التوجه البحثي إنشاء عشرة مراكز أبحاث ومعامل مختلفة تخدم التخصصات والأقسام الأكاديمية الموجودة بالجامعة. وعلاوةً على أن هذه الجامعة سوف تشكل إضافة علمية متميزة للوطن، فإنها سوف تسهم في توطين التقنية من خلال عاملين مهمين هما التخصصات العلمية الدقيقة كعلوم وهندسة الحاسب الآلي ، وكذلك من خلال إعداد كوادر بشرية تقنية مؤهلة، تسهم في تحقيق الاقتصاد المعرفي وصناعة تقنيات المعلومات محلياً، فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذا المنجز الحضاري والعلمي والتقني. * عضو مجلس الشورى