إن الغدر الذي تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من أحد المنتمين للفكر الضال تعد جريمة نكراء بشعة تلبست بثوب الرجوع للحق وأهله فكشفه الله فأهلكه بسوء عمله فقال تعالى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) وهذه الحادثة عبرة لمن يعتبر وآية على سلامة منهج حكومتنا وصحة إجراءاتها وصدق مبادئها التي هي وفق الشريعة الإسلامية والمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد تشابهاً بين ما أقدم عليه الانتحاري وبين مقتل الخليفة "عمر بن الخطاب ومقتل الخليفة عثمان بن عفان ومقتل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم" على أيدي أناس يدعون الإسلام أو يتدثرون بثياب التوبة والرجوع للحق وهؤلاء هم من وصفهم نبي الرحمة بقوله "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". بالفعل هم أصحاب الضلال والفكر المنحرف. فالحمد لله الذي قيض لهذه البلاد من حكمها بالشريعة الإسلامية السمحة في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لمجلس الوزراء أيدهم الله بنصره وكذلك بيقظة رجال الأمن المخلصين حالت بإذن الله دون تحقيق مآربهم المنحرفة وكشفت سوء عملهم وزيف اعتقاداتهم وفضحت مخططاتهم. وإن المستمع للاتصال الذي دار بين سمو مساعد وزير الداخلية و"الإرهابي المنحرف" يدل على عطف سموه بأبناء هذا البلد حيث كان سموه يدل المنحرف على طريق الصواب والسلامة من كل شر، والمنحرف يبيت الغدر والخيانة فانطبق عليه قول الشاعر:- "أريد حياته ويريد موتي شتان بين مراده ومرادي" وما علم هو ومن على شاكلته أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وهذا الاعتداء الأليم الذي وقع في شهر فضيل ضد من أعطاه الأمان وأراد به خيراً، دليلٌ على عدم إنسانيتهم وانحرافهم عن الحق. - وأن هذه الحادثة والمتآمرة على الدين وعلى ركن من أركان الدولة لها أبعاد كثيرة من أهمها:- - أن هذه المؤامرة الفاشلة تدل دلالة واضحة على حماية الله لأركان هذا البلد الطاهر ولله الحمد حيث قال الله تعالى (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)، والحمد لله على ذلك. هذه رسالة واضحة أن كل غادر وخائن بأن شره يعود عليه. فقد جاء في الحديث الشريف "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها". - أن دولتنا أعزها الله وقيادتنا الرشيدة تسير على الطريق الصحيح في دعودة أصحاب الفكر الضال والمنحرف للعودة للحق رغبة في تصحيح أفكارهم وإعادتهم لطريق الصواب وإخراجهم من المستنقع الذي يعومون فيه وإبعادهم عن نوازع الشر والفتنة. - وجوب التحذير من الغلو والتشدد ونشر سماحة الإسلام كما قال تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم) وقول الرسول الكريم "إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو". - أن هذه الجريمة النكراء التي اهتزت لها مشاعر المسلمين ومحبي السلام داخل المملكة وخارجها قد جاءت بسبب فكر منحرف ودخيل على الأمة الإسلامية يجب التحذير من هذا الفكر ومحاربته وكشف زيفهم وخداعهم وذلك من خلال "المدارس وأئمة المساجد والجامعات والصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة". أن هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا تقتضي إيجاد استراتيجية وطنية لحماية الشباب من التيارات الفكرية المنحرفة والمضللة التي تتيح لهم التعرف على الطريق الصحيح وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف دون غلو أو تفريط. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يؤيد هذه الدولة المباركة وأن يديم عزها وأن ينصرها على من عاداها وأن يحمي قادتها من كل شر وأن يديم نعمه على هذه الدولة ومواطنيها فهنيئاً لنا بسلامة الأمير وهنيئاً لسموه المشاعر الصادقة المتدفقة لأبناء الوطن. * مدير جوازات محافظة الدرعية