أجد في الغالب خلطاً عند بعض الناس، بين مصطلحين حديثين هما مجتمع المعلومات (Information Society)، ومجتمع المعرفة (Knowledge Society)، وفي بعض الأحايين يعتبرونهما وجهين لعملة واحدة، ولكن الواقع خلاف ذلك، بل إن هنالك بوناً شاسعاً بينهما؛ فمن أجل أن يتحرر مفهوم مجتمع المعرفة دعونا نلقي نظرة سريعة على مصطلح مجتمع المعلومات. قبل ما يقارب ربع عام، تحدثت في مقال سابق عن مجتمع المعلومات، وذكرت بأن مجتمع المعلومات مبني على التعاملات الإلكترونية، وأن هذه التعاملات "تعد من أحد أهم الأدوات التي تشارك في بناء مجتمع المعلومات، فيمكن وصفها بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم كافة أنشطة الأعمال، التي تمس جميع شرائح المجتمع"، إذن يركز هذا المجتمع أكثر على ترابط شبكات الاتصالات والوصول بينهاConnectivity، ويتيح للمعلومات سرعة التداول بسهولة تامة. بعبارة أخرى، أود أن أشبه المعلومات هنا بأنها سلعة أو بضاعة، أي مقتنيات، وأن التعاملات الإلكترونية تقنيات تقوم على إدارة هذه المقتنيات، بذلك يتكون لدينا المجتمع التقني "مجتمع المعلومات" ولا يتجاوز ذلك الترابط والاتصال إلى التركيز على محتوى شبكات الاتصال. لأن المحتوى هو ما يقوم عليه مجتمع المعرفة. هذا هو ما طوره اليونسكو مع استقبال قرن جديد وألفية جديدة، مفهوم مجتمع المعرفة مقابل مفهوم مجتمع المعلومات. ومن حيث التاريخ ظهر مجتمع المعرفة خلال الثمانينيات في القرن الماضي، ويوسم بأنه منظومة وحركة دينامية في الفكر والإبداع والعمل، من أجل تحقيق التنمية، يتفق ذلك مع توجيهات البنك الدولي في تقريره عن التنمية الدولية عام 1998 ، والذي كان عنوانه "المعرفة من أجل التنمية". فإذا ما أردنا بناء مجتمع المعرفة "مجتمع التعلم Learning society" ينبغي اعتبار أربعة مبادئ رئيسة في عملية البناء وهي: 1. المساواة في الأحقية في الحصول على التعليم وتيسيره. 2. حرية التعبير. 3. توفر المحتوى ووجود قطاع للمعلومات قومي ووطني. 4. المحافظة على التعدد الثقافي واللغوي، وتنميتهما. بحسب ما ذكر أعتقد بأن مفهوم مجتمع المعرفة بات واضحا، وحتى لا أطيل أختم لأبين أن المعرفة في مجتمع المعرفة تعد قيمة مضافة للفرد والمجتمع، وأن هذه القيمة هي المسؤولة عن تحسين نوعية الحياة، والعيش في تقدم مستمر. * باحث في مجتمع المعلومات ماجد بن محمد الفته*