يقال ان السعادة تشبه الكرة نجري خلفها حين تتدحرج.. ونركلها بأقدامنا حين تقف.. قلت: والأسهم تشبه ذلك الوصف عند أكثر الناس، فهم يجرون وراءها دائماً، صاحب المليون يريد أن يصبح مليونين، وصاحب المئة ألف يريد أن يضاعفها، حتى مالك المليار نقداً يجري وراء هذه الكرة الساحرة ويركلها وتركله لكي يملك مليارين.. الكرة تتدحرج أمام العيون في شقاوة وإغراء وإغواء، وهم يلهثون خلفها، لا هي تقف ولا هم بواقفين.. في مرحلة الازدهار الاقتصادي تصبح تلك الكرة المعشوقة (كرة ثلج) كلما ركلها صاحبها كبرت كبرت وطمع بالمزيد رغم أنه يملك الكثير الكثير (ما يكفيه ويكفي أحفاده) ولكن أجوع البلدان بطن الإنسان فجوعه للمال لا يتوقف وظمؤه إزاءه لا ترويه كل أنهار الأرض العذبة (ولو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ بطن الإنسان إلا التراب ويتوب الله على من تاب). وفي حمى الركض واللهاث والفرح بكرة الثلج التي تكبر كلما ركلت يدخل خريف الكساد فجأة وعلى غير انتظار (فتنسم) الكرة فمنهم من ينجو ومنهم من يغره أمل كالسراب يحسبه الظمآن ماء فيظل يطاردها.. ويستعين بالديون لركلها حتى يهلك من الظمأ.. لا شيء أعجبب من الطمع: انه يجعل الأغنياء فقراء، ويريك السراب ماء..