كانت المطاعم والمحلات التي تبيع المنتوجات الحلال تعتبر مقتصرة على المسلمين كمستهلكين أقليّة في المجتمع البريطاني، لكن الأمر تغير بظهور المجموعات التي تؤمن بالاستهلاك الأخلاقي والالتزام بالأطعمة الصحية التي تخلو من مواد كيماوية أو من تلك المحقونة بهرمونات التسمين. وبسبب التزام المسلمين في بريطانيا بالتقيد بعدم أكل لحوم غير حلال، وبسبب طبيعة الحياة بين العاملين والموظفين المسلمين الذين يضطرون لتناول وجباتهم في المطاعم أثناء فترة العمل، او عند دعوة زملائهم أو عملائهم لتناول الطعام أثناء دعوة عمل، اضطر كبار الطهاة وخيرة الفنادق وشركات الأطعمة ان تدخل المنتوجات الحلال إلى أطباقها، لأن المسلمون يشكلون قوة شرائية لا يستهان بها. فرغم ان نسبتهم تزيد قليلاً عن 3% من مجموع سكان بريطانيا أي أن تعدادهم يتخطى 2.6 مليون شخص مقيم، إلا أن استهلاكهم للحوم الطازجة يزيد عن 11% من المجموع الكلي لاستهلاك بريطانيا، وحسب احصائيات وتقارير أبحاث وتحليلات "مينتيل" المتخصصة بالاقتصاد العالمي، فإن مجموع اقتصاد التجارة باللحوم الحلال الطازجة في بريطانيا تبلغ 400 مليون جنيه استرليني سنوياً. ومع انتهاء شهر رمضان وحلول موسم العيد ظهرت على قوائم الأطعمة والمشروبات في أشهر المطاعم مثل محلات هارودز، مأكولات حلال وكوكتيلات من المشروبات التي تخلو من الكحول، وكمية كبيرة من الحلويات المصنعة والمعلبة كهدايا حلال تم تعليبها خصيصاً من أجل العيد. كما بدات مطاعم كنتاكي فرايد تشيكين، ومكدونالدز، ودومينوز بيتزا بتجربة وصفاتها الجديدة المصنوعة من مواد حلال لأنها تخدم أعداداً هائلة من ذوي الدخل المتوسط، لكن يبقى التقصير في المطاعم الفخمة لأنها تعتمد في غالبية وجباتها على تقديم صلصات مصنوعة من الخمور حتى لو كان لديها النيّة في تقديم لحوم حلال. المطاعم الهندية الشهيرة أيضاً في وسط لندن مثل "زيكا" الذي يستقطب مشاهير الرياضة مثل بطل سباقات الفورميولا ون جينسون باتون والممثل الكوميدي الشهير روبي واكس أضاف على قائمته أيضاً تشكيلة جديدة من الكوكتيلات التي تخلو من الكحول وتشكيلة واسعة من أطباق الطعام الحلال. وقال رئيس الطهاة سانجي دويفيدي: " لقد كان المطعم منشغلاً جداً أثناء رمضان إذ زارنا عدد ضخم من الشباب المسلمين الموظفين وذوي المهن الذين كانوا يتناولون طعام الإفطار في مطعمنا لأنهم يعلمون اننا نقدم لهم وجبات حلال". كذلك مطعم " أوانا " الماليزي في منطقة تشيلسي الراقية قدم وجبات حلال طيلة فترة رمضان. كذلك مطعم بيناريس في ماي فير الذي يزوره الممثلون والمشاهير أدخل مجموعة من أطباق الأطعمة الحلال على قائمته منذ بداية رمضان. والمطعم الفرنسي " بوردو" في فندق غروزفينور ذا تصنيف الخمسة نجوم أصبح يقدم الوجبات الحلال في بارك لين بناء على طلب مدير مطعمه راوول دي سوزا. وحسب تقارير المحلات التي تقوم بتوصيل طلبيات اللحوم الطازجة الحلال إلى المنازل، فإن مبيعاتهم زادت في رمضان بنسبة 40%. وقالت سارة كار التي تدير مطعماً في ديفون هي وزوجها "علي" بأن الموظفين المسلمين يصرون على طلب وجبات حلال خاضعة لمقاييس أخلاقية عالية مثل المنتوجات الطبيعية التي تخلو من الإضافات والمغذيات الصناعية، كما يهتمون بحقوق الحيوان وطريقة ذبحه وتحضيره، وبعضهم يطلب وجبات تقليدية بريطانية تكون مصنوعة بمواد حلال لا يستطيعون تحضيرها في المنزل". من ضمن موردي اللحم الحلال لقطع التوصية، شركة تنتج وتسوق المواد المنتجة طبيعياً مثل شركة أبراهام للمنتوجات الطبيعية، والذي يورد القطع المميزة الحلال لمطعم فيرنلي ويتينغزستول في مقاطعة ديفون. وبمناسبة حلول عيد الفطر قامت محلات هارودز الشهيرة للهدايا بصناعة شوكولاتة وفواكة مغطاة بالسكر، وانتاج أنواع من الحلويات الجيلاتينية الحلال المصنوعة من انواع التوت باستخدام الجيلاتين الحلال. وذلك في خطوة مماثلة لما قامت به محلات امبوريوم من تدشين مجموعة من الشوكولاتات الفاخرة الحلال البلجيكية الصنع والتي تخلو من منتجات الكحول. هذا ويعتبر كل من شهر رمضان والعيد في بريطانيا موسمين إيجابيين لدعم حركة الاقتصاد المحلي الذي ما زال يعاني ارتدادات الأزمة الاقتصادية.