لا أريد أن أشغلك بالبحث في بعض أسرار الكون الكثيرة والتي لو جلسنا نعدها فلن ننتهي .. لا أريد أن استفرد بك لأضع أمامك سرا صغيرا من أسرار الكون والمتمثل بالرقم 7 الذي حير العلماء والباحثين .. والذي يحتل مكانة خاصة في هذا الكون الفسيح .. والذي ورد كثيرا في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة (سبعين خريفا) ، (سبعون ألف قدم) ، (سبعون ألف ملك) ، (سبعين سنة) .. ثم إن الطواف حول الكعبة سبع مرات والسعي كذلك سبعة أشواط .. والسماوات السبع والأرضين السبع .. وغيرها كثير .. ولا أريد أن أحيرك وأحتار معك بأسئلة غريبة حول سبب أن عدد أصابع اليد الواحدة خمس .. ومثلها القدم .. ومثلها أشياء كثيرة محيرة. لكنني أريد أن أتوقف معك حول ما يمكن أن نتفاعل معه .. وأن نفكر في أسبابه وحيثياته .. كم فكرة طرأت على بالك ثم تبخرت .. كم مشروعا تحلم بتنفيذه ولم تستطع .. كم حلما ظل يراودك سنين طويلة ولم يتحقق .. كم قيمة أو رأيا آمنت به ثم اكتشفت انك على خطأ .. وصححت مسارك .. كم صديقا خذلك .. وكم صديقا خذلت .. كم لحظة أحببت نفسك بها إلى حد الأنانية مع الآخرين .. وكم مرة كرهت نفسك بها من كثر الأخطاء او الذنوب .. كيف هو الندم في حياتك .. كم مرة ندمت .. كيف أنت والتردد والتراجع .. هل تتخذ قراراتك بسرعة أم تظل فترة زمنية طويلة مترددا .. وأحيانا تفوتك فرص كثيرة بسبب التردد .. على فكرة .. هل أنت ممن يستثمرون أفكارهم .. أم ممن يفرطون بها بمنتهى السهولة؟؟ الفكرة هي أساس الإنجازات وأصل المخترعات .. هي التي قادت بيل غيتس ليخلق أسطورة تكنولوجية تدر عليه مئات الملايين .. وهي التي حققت للبشرية أفضل وأكبر المخترعات والاكتشافات .. هناك من يفرط بأفكاره بسهولة ويسر .. وهناك من يحافظ عليها ويطورها وينميها ويستثمرها فتصبح أهم انجازاته في الحياة .. وفي حديثنا عن الانجازات دعنا نتوقف عند البصمة التي يحرص كل منا أن يضعها في دنياه .. من البشر من يجدون ويجتهدون من أجل أن تكون لهم بصمة تخلد ذكراهم في هذه الدنيا .. كانجاز او ابتكار أو نجاح أو تميز أو آراء او أفكار .. أو خلافه .. وهناك من لا يأبهون إلا بيومهم كيف يقضونه .. وليلهم كيف يسمرون به مع الأصحاب والأصدقاء .. غير آبهين لا ببصمة ولا خلافه. هناك العديد من القيم الانسانية تصبح أحيانا عبئا كبيرا .. فقد تضطر للكذب للخروج من مأزق .. أو تجنبا لمصيبة .. وقد تضطر للنفاق أو المجاملة لتحقيق مصلحة أو درئ شر .. قد تقع في المحظور أحيانا فتتخيل أنك بتجنب الحقيقة ستنجو .. قد تنجو لكن نجاتك ستكون مؤقتة .. لأن الحياة أمتع بالصدق والوضوح والشفافية .. كل تلك القيم الايجابية النبيلة تضيف إلى حياتنا معنى خاصا ونكهة مميزة قد يفتقدها الكثيرون. هناك من يعتمدون في حياتهم على اللف والدوران واللعب بالبيضة والحجر .. هناك من يأخذون الدنيا بالفهلوة واللعب بالحنجل والمنجل .. وإنجاز ما يمكن إنجازه من معاملات بطرق ملتوية .. وتحقيق ما يمكن تحقيقه من مصالح .. وربك كريم يا بني آدم. مثل تلك الأسئلة المبعثرة لا بد أن تقودنا إلى التفكير السليم والايجابي بالكثير من القيم التي نعلمها ولا نعمل بها .. أو نجهلها ولا بد أن نعلمها .. أو نتجاهلها ولا بد من أن نهتم بها .. فالحياة هي قيمتك التي تؤمن بها .. ومبدؤك الذي تدافع عنه .. وهدفك الذي تحيا لأجله .. ودمتم سالمين.