لم يتبقّ سوى أيام معدودة وينتهي هذا الشهر الكريم، وبعده مناسبة مباركة أخرى، وهي عيد الفطر المبارك، وفي هذه المناسبة القادمة تحضر بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تتميز فيها مثل هذه المناسبات، وهذه العادات يلزم أن لا تنسى أو تتجاهل حينها أمور واشتراطات السلامة، ومن العادات التي تكثر في عيد الفطر المبارك وغيره من مناسبات الفرح عادة استخدام الطيب وبالتحديد البخور، فكثير من الأسر تعتبر المبخرة والبخور من العادات والتقاليد المميزة في مناسبات الفرح ولكن قد تكون هذه العادة سببا في حدوث الخطر لا سمح الله كما هو الحال في قصة اليوم: فأم حاتم لا تشعر بحلاوة وجمالية وخصوصية العيد بدون رائحة البخور، وتحرص دائماً على تطييب المنزل بأكمله حتى تنتشر رائحة البخور الزكية، ولكن في أحد الأيام كانت تحمل معها الخطر ففي يوم العيد دارت أم حاتم بالمبخرة على كامل المجلس ( الممتلئ بالأثاث والموكيت ) ثم وضعتها على طاولة قريبة من الباب لتكتمل رائحة البخور في انتشارها وتعطيرها للمجلس وما يحتويه ثم ذهبت لتكمل أعمالها في المنزل، وفي لحظة فتح أحد الأطفال باب المجلس بشكل قوي مما اسقط المبخرة على الأرض ثم ذهب ليكمل عبثه في أرجاء المنزل بينما الجمر المتساقط من المبخرة يتفاعل مع الموكيت وتبدأ أولى درجات الاحتراق، ومع مرور الوقت يزداد اللهب والدخان المتصاعد داخل المجلس، حينها أحست أم حاتم برائحة حريق، ومعها بدأ صراخ الأطفال بأن هناك حريقا في المجلس، وبسرعة خرجت مع أولادها من المنزل واستنجدت بجيرانها الذين انطلقوا بما يحملون من ماء في محاولة لإطفاء الحريق بينما أحدهم اتصل على عمليات الدفاع المدني (998) ولم يستطع المتواجدون إطفاء النار لوصولها إلى حد لا يمكن السيطرة عليه دون معدات وأجهزة خاصة وذلك لما يحتويه المجلس من مواد عديدة قابلة للاشتعال. وفي دقائق وصلت فرق الدفاع المدني، واستطاع أفراد الفرق السيطرة على النيران، وحصرها في المجلس فقط، والحيلولة دون انتشارها لبقية المنزل، ولله الحمد لم يصب أحد من أصحاب المنزل بسوء، ولكنه ورغم انحصار النيران في منطقة معينة إلا أنها خلفت خسارة مادية كبيرة فلم يبقى شيء من المجلس سوى الرماد، كما أن فرحة أسرة أبو حاتم بحلاوة العيد وبهجته أخفاها هذا الحادث الذي كان سببه الجهل وربما التجاهل باتباع اشتراطات السلامة المنزلية في استخدام المبخرة وما تحتويه من جمر. حادثنا السابق لم يكن فيه خسائر بشرية، ولكن ما خلفه من خسائر مادية ومعنوية، كان بالإمكان تلافيها في مثل هذه الحالات بشيء بسيط من الاهتمام، ومن اشتراطات السلامة الواجبة على ربات المنزل في مثل هذه المناسبات والحالات: - يجب استخدام المبخرة الكهربائية فهي أكثر أماناً من مبخرة الفحم وتؤدي نفس الغرض. - إذا لزم استخدام مبخرة الفحم فيجب التأكد من إشعال الفحم في مكان آمن ووضعه بعناية في المبخرة. - يجب التأكد من إطفاء المبخرة بعد استخدامها، وعدم تركها والجمر مشتعل داخلها. - التأكد من تهوية المكان المراد استخدام البخور فيه تهويه مناسبة حتى لا يتسبب دخان البخور في اختناقات أو ضيق تنفس لأحد أفراد العائلة من الصغار أو ممن يعانون من أمراض تنفسيه. - مناسبات الأفراح يكثر فيها استخدام النار سواء في طبخ أو غيره كما في حادثنا السابق فيجب الاهتمام من قبل ربة المنزل والحذر في التعامل مع النار وما تنتجه وما قد ينتج عنها من حوادث لا قدر الله. في الختام جعل الله السلامة طريقاً لنا جميعاً، ونسأل الله للجميع صياما ً مقبولا ً ورحمة ومغفرة وعتقا ًمن النار، وإلى اللقاء في المقال القادم.. والسلام عليكم.. وللتواصل/ [email protected]