اطلقت صواريخ بعد ظهر امس من جنوب لبنان على شمال اسرائيل، ما استدعى ردا اسرائيليا بالقصف المدفعي استهدف بلدة لبنانية، من دون ان يسفر الحادث عن وقوع اصابات في الجانبين. وافاد مصدر عسكري لبناني عن انطلاق صاروخين على الاقل من جنوب بلدة القليلة (15 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية) في اتجاه شمال اسرائيل. وافاد مصدر امني في وقت لاحق عن العثور على المنصتين اللتين اطلق منها الصاروخان. في اسرائيل، اكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان صواريخ عدة اطلقت من جنوب لبنان سقطت بعد ظهر الجمعة في الاراضي الاسرائيلية. وصرح الناطق لوكالة فرانس برس ان "الصواريخ انفجرت في القطاع الغربي في الجليل"، وان القوات الاسرائيلية ردت على اطلاق الصواريخ باطلاق "بين 12 الى 15 قذيفة مدفعية" على لبنان. واكد بيان صادر عن قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في جنوب لبنان "اطلاق صاروخين على الاقل من منطقة القليلة بعد ظهر أمس سقطا على شمال اسرائيل في منطقة تقع شمال نهاريا" ورد الجيش الاسرائيلي "بقذائف مدفعية استهدفت المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ". واشار الى توقف القصف بعد ساعتين تقريباً، من دون ان تبلغ اليونيفيل عن اصابات لدى الجانبين. ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القصف الصاروخي من جنوب لبنان، ودعا الطرفين الى ضبط النفس. واعلنت اليونيفيل نشر قوات اضافية في المنطقة بالتنسيق مع الجيش اللبناني "لمنع التصعيد"، مشيرة الى انها "فتحت تحقيقا فوريا بالحادث". وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان القصف ترافق مع "تحليق للطيران المروحي الاسرائيلي في سماء المنطقة وفي اجواء القرى الحدودية". وقال المتحدث باسم القوات الدولية ان اليونيفيل تحض الطرفين "على ضبط النفس والحفاظ على وقف الاعمال الحربية والامتناع عن القيام باي خطوات قد تؤدي الى تصعيد اضافي". وصرح ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي كان يلتقي النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية النيابية، لدى حصول الحادث، انه تلقى خلال الاجتماع "تقارير مثيرة للقلق عن اطلاق صواريخ عبر الخط الازرق، وحصول اطلاق نار من جانب اسرائيل". واعتبر، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب الاممالمتحدة في بيروت، ما حصل "تطورا خطيرا جدا"، داعيا "جميع الفرقاء الى ممارسة اقصى درجات الحذر وضبط النفس". واعتبر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي من جهته "الحادثة خطيرة جدا"، محملا الحكومة والجيش اللبنانيين "مسؤولية وقف تلك الهجمات". واكد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية فؤاد السنيورة ان حادث اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والرد عليها "في هذا الظرف بالذات خطير وله استهدافات متعددة، ومنها العمل على توتير الأجواء واستدراج لبنان الى دائرة الخطر والتأزيم، وهو ما تعمل الدولة اللبنانية على تجنبه". واكد السنيورة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، على "اعتبار ما جرى بمثابة اعتداء على لبنان وسيادته". كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة "تدين بشدة" عملية اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على اسرائيل. وقال فيليب كراولي خلال المؤتمر الصحافي اليومي في الخارجية الاميركية "ندين بشدة هذه الهجمات التي تشكل انتهاكا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 الداعي الى وقف الاعمال العسكرية". وربط كراولي بين اطلاق الصواريخ اليوم وانفجار مخزن للاسلحة تابع لحزب الله في 14 يوليو الماضي، قائلا ان الحادثين "يؤكدان الحاجة العاجلة لوضع الاسلحة في لبنان تحت سلطة الدولة".