حتى ما قبل أشهر قليلة لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يتمكن لاعب الوسط محمد الشلهوب من حجز مقعد له في تشكيلة المنتخب السعودي مجدداً، والسبب يعود إلى التراجع الملحوظ في مستواه والذي أبقاه أسيرا لمقاعد الاحتياط في ناديه الهلال.فالنجم ذو القدم اليسرى الشهيرة غاب عن مستواه المعروف في العامين الماضيين، ويرجع المقربون منه السبب إلى الظروف النفسية التي تكالبت عليه منذ كأس العالم الأخيرة التي جرت في ألمانيا عام 2006، حينما فجع بوفاة والدته وهو يستعد للمشاركة مع المنتخب في ثاني مبارياته في المونديال أمام أوكرانيا، حيث أدى الخبر المفجع إلى مغادرته مدينة هامبورغ متوجها نحو العاصمة الرياض، ولم يكد الشلهوب يلملم جراح فقدان الأم حتى باغته القدر بعد عام ونيف بفجيعة جديدة، تمثلت هذه المرة بوفاة والده، وهو ما جعله حبيسا للأحزان، رهينة للآلام، ما أثر على مستواه، وهو ما بدا واضحاً من خلال عدم قدرته على العودة لموقعه الأساسي في (الخارطة الزرقاء) الأمر الذي انسحب على وجوده في كتيبة المنتخب السعودي. ورغم أن المدرب السابق ناصر الجوهر قد سعى غير مرة لاستدعائه لتمثيل المنتخب إلا أن ذلك كان يزيد العبء عليه، إذ لم يكن قادراً على تقديم المستوى المأمول الذي يرضي عشاقه الذين عرفوه نجماً ساطعاً منذ ارتدائه القميص الأخضر أول مرة في بطولة كأس أسيا عام 2000 التي استضافتها لبنان، وكان يومها أحد أبرز لاعبي البطولة على الإطلاق. وفي الوقت الذي كان البعض يراهن على أن نجم الشلهوب قد بدأ يأفل، فاجأ البرتغالي خوزيه بيسيرو الجميع بعد تعيينه مدربا للمنتخب السعودي خلفاً للجوهر باستدعائه لتشكيلة المنتخب من جديد خلال التحضير لمواجهة إيران في الجولة السادسة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في جنوب أفريقيا، ويومها بدأ اللغط عند البعض حول الجدوى من اختياره وهو أسير مقاعد الاحتياط في ناديه.ولأن بيسيرو خير من عرف نجومية الشلهوب وهو الذي أشرف على تدريبه حينما كان مدرباً للهلال، فقد راهن هو الآخر على قدرة الشلهوب في استعادة مستواه، فكسب الرهان بعد أن استطاع العودة لتألقه من خلال لمساته الساحرة ومهاراته الفذة التي أجبرت مدرب الهلال البلجيكي غيريتس على التعاطي معه كأحد أهم خياراته، وهو ما بدا واضحا في المباراتين اللتين لعبهما الفريق في دوري زين السعودي أمام القادسية ونجران إذ تألق بشكل لافت وبصم على تألق بإحرازه احد الأهداف الخمسة في مرمى نجران. ويؤكد المراقبون لمعسكر المنتخب السعودي الذي خاضه استعدادا لمواجهة البحرين في الملحق الأسيوي المؤهل لمونديال جنوب أفريقيا أن الشلهوب كان من العلامات الفارقة فيه، ويعتبرون ذلك مكسباً كبيراً للمنتخب وللمدرب بيسيرو في هذا الاستحقاق الصعب، لما يتمتع به الشلهوب من مستوى متميز وخبرة عريضة.وينتظر أن يكون الشلهوب الذي لازم وصف (الموهوب) اسمه أحد الأوراق المهمة في يد المدرب البرتغالي، في تعزيز الجهة اليسرى التي افتقدت للمساته الساحرة في الآونة الأخيرة، ليقود منتخب بلاده للمرة الثالثة في مشواره الكروي، والخامسة في تاريخ الكرة السعودية.