هل حقاً استثمرنا البعد الديني في برامجنا لمكافحة التدخين؟ ونحن نعلم أن تلك الآفة تشكّل بكل أنواعها وأشكالها مصدر هدم واستنزاف لصحة واقتصاد الشعوب، حيث إن البشرية لم تعرف وباء قتل ويقتل الملايين من الناس مثل وباء التدخين حيث بلغ ضحاياه سنويا ستة ملايين قتيل تقتلهم أمراض فتاكة يسببها التدخين والذي لا يقتصر ضرره فقط على المدخنين بل أيضا على من حولهم بما يعرف بالتدخين القسري. لقد تحول شبابنا إلى طفاية سجائر يطفئون فيها يوميا عشرات السجائر ويدمرون صحتهم ومستقبلهم بهذه السموم. كما تحرق هذه الآفة أموالنا وتخرب اقتصادنا. ولعل الأخطر أيضا أن وباء التبغ ليس وباء كغيره من الوبائيات التي لا توجد لها من يدعمها ويحرص على استمرار انتشارها. إن حجم الضرر الناتج عن وباء التدخين تجعل من مكافحة التدخين والعاملين فيها في منزلة عظيمة تستحق منا جميعا –وأخص منهم الدعاة وأئمة المساجد- الدعم والمشاركة لمحاربة هذا الوباء بكل ما أوتوا من قوة. لكننا وكتشخيص للواقع نجد انه ربما يمر العام الكامل دون أن يتناول إمام أو خطيب مسجد لأخطار هذه الوباء وحكم الشريعة الإسلامية فيه. بل حتى الفتاوى الإسلامية في تحريم الدخان لم تستثمر بشكل فعال رغم إن الدخان كله ضرر ولا توجد فيه أدنى منفعة منه. في هذه الأيام الفضيلة أرى أنها فرصة عظيمة للدعاة وأئمة المساجد في استثمار هذا الشهر المبارك لتذكير الناس بأضرار التدخين وحكم الإسلام فيه ولتذكير الناس أنهم -أخص المدخنين- يصومون عن التدخين أكثر من عشر ساعات في اليوم فإذا هي فرصة لا تعوض لنجاح إقلاعهم الكامل والأبدي عن هذه الآفة الممرضة. * المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة