اتفق عدد من الأطباء السعوديين المشاركين في مؤتمر طبي عقد حديثا، على أن للاضطراب الناجم عن متلازمة القولون العصبي تأثيراً واسع النطاق على النساء في أنحاء المملكة، وأن هذه الحالة تقضي بضرورة التعامل معها كقضية طبية خطرة، لا كمشكلة من مشاكل الحياة المعاصرة. وفقاً للبيانات التي نوقشت خلال المؤتمر، وجد أن 20 بالمائة من السعوديين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأن معظم هؤلاء يرفضون طلب المشورة الطبية، جراء مايعتبرونه إحراجاً تسببه لهم هذه الحالة، ونظراً لكون كثير من المرضى والعاملين في المهن الطبية لايعتبر ونها مرضاً خطراً. وثار النقاش حول حساسية المشكلة التي تمثلها متلازمة القولون العصبي، خلال طرح دواء جديد لعلاج الحالة في المملكة. وقد اعتبر الدواء، زيلماك Zelmac، الذي لايصرف إلابوصفة طبية، فتحاً طبياً جديداً، تمكن من تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي لدى المرضى، وتسهيل حياتهم وتحسينها بصورة طيبة. وقال الدكتور أسامة الخطيب، أخصائي الجهاز الهضمي «لطالما عاني المصابون بمتلازمة القولون العصبي في المملكة العربية السعودية بصمت، وترجع معاناتهم تلك إلى تدني مستوى الوعي حول هذه الحالة المرضية، كما كان الافتقار إلى الأدوية المساعدة في السيطرة على أعراض المرض أحد أهم الأسباب الكامنة وراء تلك المعاناة. وتابع الدكتور أسامة الخطيب بقوله: تعتبر متلازمة القولون العصبي من أكثر الحالات المرضية التي يعاينها الأطباء شيوعاً، ويمكن أن تسبب إزعاجاً بالغاً للمصابين بها. وأعتقد أنه ينبغي حث المرضى على زيارة الطبيب طلباً للعلاج، نظراً لوجود وسائل علاجية جديدة باتت متاحة أمامهم». وقد شدد الأطباء خلال المؤتمر، على أهمية إدراك الأثر الذي قد تتركة متلازمة القولون العصبي على حياة من يعانون منها. كما ناقش الأطباء مجموعة من الأدوية المتاحة لتخفيف أعراض هذه الحالة المرضية، كآلام واضطرابات البطن، والانتفاخ، والإمساك. ونظراً لعدم ارتباط تلك الأعراض، حصرياً، بمتلازمة القولون العصبي، ولتحفظ المرضى فيما يتعلق بطلب المشورة الطبية، فإن هذه المشكلة تبقى عموماً غير خاضعة للتشخيص المناسب. ويتمثل أحد أهداف المؤتمر في العمل على فتح ملف متلازمة القولون العصبي أمام الأطباء، وتعزيز ثقة المرضى، في الوقت نفسه، بأهمية الإفصاح عن أعراض هذه الحالة للأطباء. ومن الجدير بالذكر أن المرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي يشعرون بتغير في نمط حركة القولون، يتمثل بمجموعة من الحركات اللينة أو المتكررة، وكذلك الإصابة بالإمساك أو الإسهال. ومما يذكر أن نمط حياة المريض، ونظامة الغذائي، والتغيرات العاطفية التي قد يتعرض لها، عوامل يمكنها أن تسهم في إثارة متلازمة القولون العصبي لدى المريض.