يد الغدر الخائنة التي امتدت لتنال من حياة أحد كبار قيادات ورموز الأمن في وطننا الغالي سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - حفظه الله - أثبتت عقيدة هؤلاء الفاسدة والمستقاة من كل من اليهود والخوارج فاليهود لعنهم الله بيَّن القرآن الكريم أن من أهم صفاتهم الخيانة والغدر وقد شهد التاريخ بذلك في تعاملهم مع أنبيائهم وفي تعاملهم مع نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فجميع قبائل اليهود التي وقعت على وثيقة المعاهدة مع النبي صلى الله عليه وسلم نقضوا هذه الوثيقة وغدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحالفوا مع أعدائه ضده ومنهم من خطط لاغتيال شخصه صلى الله عليه وسلم وهو في ضيافتهم مما يؤكد خسة طبعهم ودناءة أخلاقهم وقبح طباعهم. وهكذا وعلى امتداد التاريخ نجد أن كل من تجرأ على الغدر والخيانة برموز الدولة والدعوة الإسلامية فهو بذرة حنظل ونبتة سوء فالذي قتل عمر رضي الله عنه مجوسي المعتقد والذين تمالؤوا على قتل عثمان رضي الله عنه خريجو مدرسة ابن سبأ اليهودي الحاقد والذي قتل علياً رضي الله عنه خارجي المعتقد تكفيري المنهج. والمتتبع لاغتيال كبار الشخصيات القيادية المسلمة في عالمنا العربي المعاصر يكتشف بصمات التربية والإعداد اليهودي بل يشم رائحة الغدر والخيانة والتخطيط من أولئك القوم. هكذا كله يكشف صلة الفكر المتطرف بأعداء الدين والملة من اليهود وغيرهم من غلاة النصارى فالذين زرعوا الفكر التكفيري وسقوا بذره وتعاهدوا نبتته في مجتمعاتنا العربية يعلم مدى علاقتهم باليهود والرافضة وغلاة النصارى. تأملوا بداية تأسيس تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وكيف كانت علاقتهم بسفارات دول الغرب آنذاك وكيف أن التخطيط لإنشاء وقيام هذه الجماعة وزرعها في قلب عالمنا العربي وتقديم كل وسائل الدعم والمؤازرة لها إنما كان في دهاليز سفارة الإنجليز وأمريكا في تلكم الحقبة الزمنية. من أصول منهج هذه الجماعة تكفير الحكومات العربية كما أن من استراتيجياتها وخططها للإطاحة بالأنظمة الحاكمة اغتيال كبار الشخصيات "أنور السادات" أنموذجاً والذي لا يختلف اثنان على أن قاتله من خريجي المدرسة المتشددة فكرياً في هذا التنظيم الفاسد. يقول سيد قطب في الظلال: ".. لعلك تبينت مما أسلفنا آنفاً أن غاية الجهاد في الإسلام هي هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئه وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها واستبدالها بها. وهذه مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام - غير منحصر في قطر دون قطر بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها" المرجع في ظلال القرآن سيد قطب ج 3/ص 1451 طبعة دار الشروق. ألا يشير هذا النص بل يؤصل لاتباع التنظيم والفكر المنحرف فكرة اغتيال كبار الشخصيات من مسؤولي الحكومات المرتدة في معتقدهم الضال إذ كيف يتم تغيير النظم والانقلاب المنشود إذا لم تتم من خلاله اغتيال حماة الأمن والوطن والبدء بسموه الكريم في هذه العملية الآثمة تعتبر في تصوري مجرد تجربة من فئة الضلال هل تتم العملية بنجاح لتمتد فيما بعد لمن هو أكبر من سموه من كبار صناع القرار فكانت النتيجة الفشل الذريع ولله الحمد. الهدف من الاستشهاد بهذا النص للإمام "الشهيد!!" المؤسس لهذا الفكر لأنني أعلم أن الجناح الإعلامي للوبي التنظيم سوف يستنفر كل جنوده بما فيهم الاحتياط وجميع وسائله وفي مجالس الخاصة والعامة لتفنيد هذا الاتهام ودحض هذه الشبهة في زعمهم وهنا أطالبهم بترجمة صادقة وصريحة غير ملفقة ولا مزورة لهذه العبارات لمؤسس فكرهم فربما يكون فهمي خاطئاً فأعيد النظر وأستغفر الله من الظلم. جماعة التكفير والهجرة إحدى الجماعات التي انشقت من الجماعة الأم "الإخوان المسلمين" والجميع يعلم أن من كبار رموز هذه الجماعة ابن لادن والظواهري وغيرهم من كبار قيادات تنظيم القاعدة التكفيري. هذه هي الحقيقة التي لا لبس فيها فالتكفير والتخطيط لاغتيال كبار القيادات ورجالات الدولة ولد في دهاليز تلكم الجماعة "أعني الإخوان المسلمين" ولا يعني هذا اتهام الجميع فهناك من منسوبي الجماعة من لا يميل للفكر المتشدد مع احتفاظي بحقد الجميع من خريجي هذه المدرسة على ولاة الأمور واعتقادهم ضرورة الإطاحة بهم وتغييرهم بإقامة الخلافة الإسلامية المنتظرة وأنا أؤكد على هذا لأن هذه عقيدتهم وهي مؤصلة في كتب شيوخهم ومعلميهم وكبار منظري فكرهم حتى وإن أثبتت نفاق بعض رموزهم وقياداتهم وتملقهم لكبار صناع السياسة خلاف ذلك لأن النفاق أيضاً لخدمة التنظيم والفكر يعتبر عقيدة لهم كما هي عقيدة التقية عند الرافضة ولا تخفى العلاقة بين هاتين الجماعتين وما يجمعها من ود واتفاق وتآزر وتبادل رؤى وخدمة بعضهم لبعض. اليد الآثمة التي تجرأت لاغتيال الأمير محمد بن نايف رمز الأمن ورجل الوطن المخلص والذي أثبتت سيرته خلال فترة عمله الأمني أنه الرجل المناسب في المكان المناسب بحكمته وأخلاقه الشامخة وشجاعته وحسن تعامله حتى مع أمثال هؤلاء الخونة تأسياً بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع خصومه. أقول هذه اليد المجرمة الآثمة الحاقدة تمثل عدداً من الأيدي الحاقدة التي بذر فيها المعتقد التكفيري في مدارس رواده وشيوخه من غلاة تنظيم الجماعة ومن ثمَّ تم بعثهم لمعسكرات الفاروق في أفغانستان لحضور عدد من الدورات المكثفة في ذات الفكر وعدد من الدورات المكثفة في استخدام الأسلحة والمتفجرات والقنابل اليدوية وتشريك السيارات للتفجير. أسأل الله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها وأمانها وولاة أمرها ومقدساتها وأن يرد كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميعٌ مجيب. والله تعالى من وراء القصد. * الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية