ظهر فريق النصر بصورة جديدة كلياً عن تلك التي كان عليها الموسم الفائت، والأعوام الماضية، واستبشرت جماهيره خيراً بعد المستوى المميز الذي قدمه في أول ظهور له هذا الموسم أمام الاتفاق خارج الأرض، ويبدو أن العمل الكبير الذي قامت به الإدارة النصراوية منذ نهاية الموسم وموجة التعاقدات المحلية والخارجية آتت أكلها سريعا، واتضحت ثمارها في مواجهة الدمام؛على الرغم من الحاجة الماسة للفرق التي تصنع التجديد الجذري في عناصرها للوقت، والمباريات العديدة لتحقق الانسجام المطلوب، وما يثير الانتباه أن الفريق (الأصفر) بدأ يستعيد شخصيته الهجومية بفضل التغييرات الإيجابية في منطقة الوسط التي تألق فيها حسين عبدالغني، والأرجنتيني فيغارو، والكوري الجنوبي لي شن سو، وإذا كان الأداء الدفاعي غير مقنع بالدرجة الكافية؛ إلا أن الحضور النصراوي القوي، والرغبة الجامحة في الفوز حتى الدقائق الأخيرة، التي كشفت الإعداد البدني الجيد للاعبين، واستفادتهم الكبيرة من معسكر برشلونة تؤكد أن النصر يسير في الطريق الصحيح لاستعادة هيبته، والعودة لمنافسة الأقوياء على بطولة دوري زين السعودي للمحترفين. إجماع جماهيري على تطور أداء الفريق، وثقة كبيرة بعمل إدارة النصر التي لا يزال لديها المزيد في فترة التسجيل الشتوية، والمؤمل في ظل هذه النقلة الباكرة السريعة في أوضاع الفريق أن تجد الإدارة الشابة برئاسة الأمير فيصل بن تركي ونائبه عامر السلهام الدعم المادي والمعنوي من قبل أعضاء الشرف الغائب معظمهم عن النصر، وما يدور فيه وهو يستعد لجملة من الاستحقاقات المحلية والخارجية، وإن كنت أرى بأن كثيراً من الأعضاء ربما اكتفى بالفرجة عن بعد طوال الفترة الماضية لرؤية النتائج الأولية لعمل الإدارة؛ فإن ما تحقق اليوم من تطور يتفق عليه الجميع لا بد أن يقرِّب الأعضاء المبتعدين عن ناديهم؛ خصوصاً وأن العمل الإداري الجاد والمخلص متى ماوجد سنداً شرفياً معنوياً ومادياً من شأنه أن يزيد قوة النصر أضعافاً مضاعفة، ويسارع الخطى في الوصول إلى الطموحات التي يأملها عشاق النصر المتلهفين لعودة فارس نجد منافساً قوياً على البطولات الكبرى.