تقاربت الخطى والتقت الأفكار على جادّة الاتفاق حول رحيل المدرب الأورجوياني خورخي دي سيلفا مدرب الفرقة النصراوية الذي لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار كقائد فني للفرقة العالمية الصفراء فيما تبقى من عمر المنافسات المحلية والخليجية التي يخوض غمارها فريق النصر هذا الموسم، وسقط دي سيلفا من شواهق الأمل ليتلقفه الفشل بأحضان المحب المتلهف؛ فعلى الرغم من كل الإمكانات التي قدمتها له إدارة النصر وتذليل كل الصعاب من أجل رسم اللوحة المفقودة منذ ما يقارب العقد من الزمان بعدما سرقها قراصنة الملاعب بكل جدارة واستحقاق، إلا أنه رفض كل تلك المغريات متمسكا بالطوق المخروم الذي سيودي به إلى قاع محيط الشتات والرحيل المرّ الذي قد يكون اعتاد عليه كمدرب محترف. لقد أحرق دي سيلفا كل الأعلام الصفراء التي تواجدت على مقاعد المدرجات وجعلها تراود نفسها برفع الراية البيضاء “الخالصة” إيذانا بعودة رحلة المعاناة “العشرية” التي بدأت ملامحها تظهر مع الجهبذ دي سيلفا وأفكاره النيّرة التي بدأت تؤتي أكُُلَها بعد مرور عدد لا بأس به من المباريات، وقد تكون اللعنة (الدي سيلفية) هذه المرة مختلفة الأبعاد والنتائج وكذلك الإفرازات؛ كون من هو على الهرم الأصفر أميرا جامحا ومتطلعا إلى آفاق الإنجازات واحتضان الحبيب الغائب منذ عقد من الزمان الذي جاء من أجل مسح الضباب من على الزجاج الأمامي للقاطرة النصراوية، ستكون خطواته الانفعالية مجلجلة بدمارها وانقلاب كل الملامح الباهتة التي صنعها جُبْن دي سيلفا وتطهير الفكر المتراجع بمعقمات قوية المفعول؛ فقد اكتفينا من إنفلونزا الخنازير التي فتكت بأحباب لنا وفلذات أكبادنا وهذا يكفي...! لم نعد نحتمل إنفلونزا جديدة في نصرنا قد يكون فتكها أكبر معنويا وماديا؛ كون دي سيلفا لم يجد ضالته مع العالمي لتحقيق المطالب الصفراء على الملاعب الخضراء. وهذه المطالب ليست مستحيلة؛ فالفريق الذي يقوده دي سيلفا صاحب أمجاد وبطولات، ولديه الثقافة الكافية لتحقيق المنجزات، فقط ينتظر من يفك الشفرة التي ضاعت ولم يعد أحد يعرفها إلا مدرب واحد ولا نعلم أين هو الآن، ولكن ما على العالميين سوى البحث في غياهب المجهول لإيجاده أو الانتظار لحين تسوقه الأقدار إلى أروقة البيت الأصفر ويكون بمثابة عودة الابن الضال. الموينع ومقصلة القريني ليت الغطاء لم ينكشف، وليت الفكر الذي جال في خاطر ذلك العضو الشرفي لم يكن في أوج عطائه في ذلك اليوم، ولم تسعفه الذاكرة لكي يطبع القبلة القبيحة على جبين الواقع الذي عاشه ويعيشه طرفا الجدال، لم يكن الوقت مناسبا البتّة لكي يسكب اللبن ويجعل البعض يبكي عليه، حتما ستكون هناك إفرازات غير محمودة العواقب على الرغم من تدخل العقلاء من رجالات النصر إلا أن الأمر....!، وبالطبع سوف يدفع ثمنها الفريق؛ فالنصر ما زال يعيش إرهاصات قضية ماسا بما تحفل به من إثارة غير مبررة وتجاذب غريب الأطوار وعجيب النتائج! فلا أعتقد أن نهاية النفق المظلم قريبة طالما أن هناك من يصطاد في الماء العكر.