قال سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إن الرأفة التي اظهرتها السلطات الاسكتلندية بقضية عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي غيّرت النظرة التقليدية العربية بأن بريطانيا تشن حملة صليبية ضد الإسلام. ونفى سيف الإسلام أن تكون مذكرة التفاهم حول تبادل السجناء التي ابرمتها بلاده مع بريطانيا قادت إلى اخلاء سبيل المقرحي. وقال في مقابلة مع صحيفة هيرالد الاسكتلندية الصادرة امس الجمعة إن الاتفاقية المذكورة "كانت لها صلة مباشرة بالمفاوضات التي جرت بين طرابلس ولندن حول التجارة والنفط، ولم تمهّد الطريق أمام الافراج عن المقرحي". وأشاد بوزير العدل الاسكتلندي الذي اصدر قرار اخلاء سبيل المقرحي الاسبوع الماضي، ووصفه بأنه "رجل عظيم فتح قراره الطريق أمام مشاريع تجارية كثيرة بين ليبيا واسكتلندا"، مشدداً على أن المقرحي لم يحظ باستقبال الأبطال لدى عودته إلى طرابلس، وأن الحكومة الليبية بذلت ما بوسعها لاحتواء مشاهد البهجة التي ابدتها الحشود الشعبية واثارت غضب كبار المسؤولين في بريطانيا واسكتلندا. واضاف سيف الاسلام أن قضية لوكربي "اصبحت تاريخاً، وستكون الخطوة المقبلة مثمرة وتجارة ايجابية مع أدنبره ولندن، لأن ليبياً بلد واعد وسوق غنية ويجب أن يتركز الحديث على المستقبل، وليس هناك من سبب يثير غضب الناس لأن المقرحي رجل بريء ومقبل على الموت"، مشيراً إلى أن بلاده سعت بقوة خلال السنوات الثماني الماضية لنقل المقرحي إلى ليبيا ليمضي بقية حكم سجنه فيها، وبذلت مساعي عديدة لتوقيع مذكرة تفاهم لتبادل السجناء مع بريطانيا دون أن تأتي على ذكر المقرحي. وحول اعتراض الولاياتالمتحدة على قرار اخلاء المقرحي، قال سيف الإسلام "إن الأمريكيين كانوا على علم منذ وقت طويل بامكانية اخلاء سبيله، وطلبوا منا التخفيف من اجراءات استقباله لدى عودته إلى طرابلس.. لذلك لم يشكل قرار اخلاء سبيله مفاجأة كاملة لهم". واضاف أن غالبية عائلات ضحايا لوكربي "وجّهت رسائل لنا تعرب فيها عن تأييدها لقرار اخلاء سبيل المقرحي، كما أن اكثر من 20% من عائلات الضحايا الأمريكيين لم تبد أي اعترض على هذا القرار".