مُخطئ من يعتقد بأن الإرهاب والجريمة يُمكن القضاء عليهما بالسرعة التي تُعالج بها الظواهر العابرة أو العلل الطارئة فالإرهاب لم يولد هكذا صدفة بل وراءه تدبير وتخطيط وأهداف مُعلنة وأُخرى مُستترة وأشد أنواع الإرهاب خطراً ذلك الذي يتبنى أموراً عقائديّة فيجتذب اليائسين والمنصرفين عن الحياة وأولئك الذين ضُرِبتْ الدوائر الكهرومغناطيسيّة في أدمغتهم فأضحوا لا يُفرقون بين الحق والباطل واختلط (الماء مع الزيت) في رؤوسهم كما يقول العامّة هُنا، لهذا لا غرابة أن يجتذب خطاب رؤوس الفتنة قادة الشر شبابا حازوا على أعلى الشهادات العلمية في علوم التقنية وهندسة الحاسوب وغيرها، وليس من المستغرب أن ترى جراح القلب أو عالما في الهندسة النووية أو مُخترعا بجانب شخص أُمي كان من أرباب السوابق أو شخص لم تُساعده قواه العقليّة في إتمام الصفوف الأولى في التعليم أو ثالث ساذج يُصدق كل ما يُقال لهُ دون تدبر أو تمحيص، كل هذا الخليط المتنافر يجتمع على سماع خرافات يضخها في عقولهم مُؤدلج يُبطن في سريرته أطماعا لا تقف عند حدّ الاستيلاء على حُكم أُمّة من الأمم بل إلى ما هو ابعد من ذلك وحتى لا يكون الكلام بدون دليل هاكم ما ورد في (كتلوج) الإرهابيين من تعاليم يغرسونها في عقول (الخليط) الذين أوردت نماذجهم المتنافرة . يقول منظّر الشر في دستورهم المُسمى ( إدارة التوحش) حول استقطاب فئة من ذلك الخليط " في مرحلة شوكة النكاية والإنهاك نحتاج لاستقطاب الأخيار من شباب الأمة وأفضل وسيلة لذلك هي العمليات المبررة شرعاً وعقلاً ، وأعلى درجات التبرير أن تبرر العملية نفسها بنفسها، ولكن لوجود الإعلام المضاد يصعب إيجاد العملية التي تبرر نفسها بنفسها وإن كان من الممكن أن نقوم بذلك عندما نصل لمرحلة شل هذا الإعلام وذلك يحدث عندما ترتقي المجموعات وتتصاعد وتكثف العمليات وعندها يعجز الإعلام عن متابعتها وتشويه أهدافها " انتهى.. من هُنا يتضح أن عمليات الاستقطاب لن تتوقف حتى وإن فشل أولئك الخونة في تنفيذ عملياتهم الإجرامية التي لن تجد لها تبريراً لا شرعاً ولا عقلاً إلاّ ممن أُصيب بلوثة في عقله أو مُنتحر يعتقد أن الخلاص في الموت وبعد ذلك إلى الجحيم ، ولهذا يُقلقهم أشد القلق صوت الحقيقة الذي يفضح مُخططاتهم القذرة. نُعيد القول إنه بالرغم من الشواهد الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار التي تقول باستمرار عمليات الاستقطاب بوسائل عدّة يُمكن تحييدها لو تبنى أصحاب الخُطب الرنانة التي تصدح في كل مكان محاربة فكر هؤلاء الخونة وفضحهم صراحة أمام الملأ أما المداهنة والكلام المفرّغ من مضمونه فلا قيمة لهُ ولا يُمكن الاعتماد عليه في الحرب ضد الإرهاب، يقول الشاعر العربي: والشرّ كالنارٍ تبدو حين تقدحهُ ... شرارة، فإذا بادرتهُ خمدا وإن توانيت عن إطفائهِ كسلاً ... أورى قبائل تشوي القلب والكبدا فلو تجمّع أهل الأرض كُلّهمُ ... لما أفادوك من إخمادها أبدا.