وجبة السحور تحافظ على مستوى ثابت من سكر الدم

استكمالا للنصائح التي تطرقنا لها بالامس حول الصيام نؤكد انه يجب اخذ قسط من الراحة والنوم لمدة 6_8 ساعات يوميا للحصول على الراحة النفسية والجسدية، حيث إن قلة النوم تزيد من الشعور بالتعب والارهاق وبالتالي تؤدي إلى قلة الحركة. ولابد من الاستمرار بالمشي وممارسة بعض التمارين الرياضية. فالحركة والنشاط أثناء الصيام يزيد من كفاءة عمل اجهزة الجسم المختلفة حيث تنشط جميع عمليات الأكسدة لكل المركبات التي تمد الجسم بالطاقة، وتنشط عملية تحلل الدهون، كما تنشط أيضاً عملية تصنيع الجلوكوز بالكبد. ان النوم أثناء النهار والسهر طوال ليل رمضان يؤدي إلى اضطراب عمل الساعة البيولوجية في الجسم؛ وهو ما يكون له أثر سيئ على التمثيل الغذائي داخل الخلايا. كما أن وجبة السحور وإن قلت مفيدة في إمداد الجسم بالطاقة والحفاظ على مستوى ثابت من سكر الدم وفي منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد. ولكن يجب عدم المبالغة في تناول كميات كبيرة من الطعام والسوائل في الليل وعند السحور ظناً ان ذلك يقي الصائم الجوع والعطش في النهار لان ذلك قد يسبب اضطرابات معويّة. إن شهر رمضان الكريم فرصة لتوكيد الثقة بالنفس والسيطرة على الذات فمدرسة رمضان التربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل هي مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة كالاقلاع او تقليل التدخين والبعد عن الشجار. وهنا يجدر ان ننبه اخواننا المرضى شفاهم الله الى اهمية مراجعة طبيبهم قبل الصيام لمعرفة مناسبة وضعهم الصحي للصيام ومراجعة ادويتهم والتي ربما تحتاج الى تعديل مقدار وعدد مرات جرعات الادوية وطريقة تناولها كما ننصحهم باتباع النصيحة الطبية وان كانت تؤدي الى عدم الصيام وبشكل عام ان الامراض التي تعتمد على الحمية تتحسن اثناء الصيام وكذلك اذا كانت الحالة المرضية مستقرة وكانت جرعات الادوية تؤخذ مرة او مرتين باليوم فان غالبية هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام مثل الاصحاء. كما ان استخدام البخاخات مهمة للمرضى الذين يعانون من نوبات متكررة من الربو وقد افتى علماؤنا الاجلاء بانها لا تفسد الصوم. اود ان اؤكد على بعض المرضى الذين يقومون بالصيام رغم نصيحة اطبائهم بعدم الصيام ان عليهم الافطار عندما يشعرون بتغير حاد في صحتهم مثال ذلك مرضى السكرى عندما تفاجئهم اعراض نقص السكر في الدم يجب عليهم الافطار بتناول مادة سكرية سريعة الامتصاص تفاديا للمضاعفات.
* أستاذ واستشاري طب الأسرة
بكلية الطب جامعة الملك سعود