يبدو واضحا الحرص الشديد لإدارات الأندية السعودية المشاركة في دوري زين السعودي للمحترفين في الموسم المقبل على التدقيق جيدا في اختيار اللاعب الآسيوي ضمن مجموعة اللاعبين المحترفين الأجانب. فالأندية السعودية التي دخلت تجربة المحترف الآسيوي لأول مرة ضمن قرار الاتحاد الآسيوي المبني على قاعدة 3+1 التي أقرت في الموسم الماضي وجدت نفسها في محك الاختيار السريع خصوصا، وأن القرار جاء خلال فترة التعاقدات الشتوية ما جعل مؤشر التجربة ينحو باتجاه الفشل مع أغلب الأندية، ليس لسوء اللاعبين الذين تم التعاقد معهم وإنما لسرعة الاختيار التي لم تتح للاعب التأقلم مع ناديه الجديد، وكذا الحال بالنسبة للأندية التي لم تستطع التدقيق في عملية الاختيار بحيث تتوافق وحاجة الفريق من جميع النواحي. فالهلال، مثلا ورغم تعاقده مع اللاعب الكوري الجنوبي الدولي سيول كي هيوان على سبيل الإعارة من نادي فولهام الانجليزي، إلا أنه لم يرض طموحات أنصار النادي، وكذا الحال بالنسبة للنصر الذي تعاقد مع المهاجم العماني حسن ربيع الذي كان حقق لقب هداف (خليجي 19) قبل قدومه بأيام، لكنه لم يحرز علامة النجاح، ومثله في ذلك المهاجم الكويتي أحمد عجب الذي تعاقد مع الشباب ليبقى حبيس مقاعد الاحتياط قبل أن يتم إلغاء عقده، ولم تكن أندية الاتفاق والوحدة والأهلي والحزم والوطني بأفضل حال منهم، فالأول تعاقد مع السوري مهند إبراهيم الذي لم يستطع مزاحمة لاعبي النادي للفوز بخانة أساسية، وكذا الحال مع مواطنه رجا رافع مع الوحدة الذي ورغم مشاركته أساسيا، إلا انه لم يكن تلك الإضافة المنتظرة، أما الأهلي فتعاقد مع الأردني بهاء عبدالرحمن الذي لم يشعر أحد بوجوده لتواضع المستويات التي قدمها، وهو الأمر نفسه بالنسبة للحزم مع مواطنه بشار بني ياسين، وكذلك بالنسبة للوطني مع مواطنهما باسم عمر، أما الرائد الذي جلب البحريني صالح عبدالحميد فقد استفاد منه نسبيا، وإن لم يحز علامة الرضا الكامل. ويبدو نادي الاتحاد استثناء في التجربة إذ نجح بشكل لافت مع اللاعب العماني احمد حديد نجاحا لافتا ما دفعه لتجديد عقده لموسم آخر، لكن ما يجب التأكيد عليه ان التعاقد مع حديد جاء في فترة التعاقدات الأولى وقبل إقرار نظام 3+1، إذ كان خيارا مبكرا للاتحاديين. ومن الطبيعي ان تلقي تلك التجربة بظلالها على الواقع الراهن، إذ بدا واضحا العناية الفائقة التي بذلتها الأندية حتى الآن في حسم تعاقداتها مع اللاعب الآسيوي، فالهلال جدد تجربته مع اللاعب الكوري لكن هذه المرة مع المدافع الدولي لي يونغ بيو الذي سبق أن خاض تجارب احترافية ناجحة، سواء في هولندا مع ايندهوفن أو في الدوري الانجليزي مع توتنهام، او في تجربته الأخيرة مع بروسيا دورتموند الالماني، وكذلك الحال مع النصر الذي اتفق هذه المرة مع غريمه التقليدي في وجهته نحو كوريا الجنوبية، بتعاقده مع اللاعب لي شون سو القادم من نادي فينورد الهولندي، الذي سبق له الاحتراف في ناديي رويال سوسيداد ونومانسيا الاسبانيين. في حين فضل الاتفاق والأهلي تقليد الاتحاد بالتعاقد مع العمانيين خليفة عايل وأحمد كانو، في حين لاتزال الأندية الأخرى تفتش بروية عن هذا المحترف الذي يعد إضافة جديدة للدوري السعودي خشية الوقوع في الخطأ.