إن موضوع طلب الإثبات هوية عند رغبة أي شخص أو عائلة السكن في فندق أو حتى شقق فندقية، أمر معمول به في كل بلاد العالم، من أقصاها إلى أقصاها.. وقد نزيد عليهم نحن هنا في المملكة العربية السعودية بطلب "بطاقة العائلة" عندما يكون المستأجرون عائلة.. أو عندما يكون المكان مخصصاً لسكن العائلات فقط. وهذا يعني حسب النظام أنك من الممكن أن تسكن في سكن عائلات وأنت أعزب "ببطاقة العائلة".. ولا يمكن لمن هو متزوج وطاعن في السن، عداده تعدى الثمانين.. ومعه زوجته عجوز قالب عداده من سنتين "على قولة أهل البلوت اثنين برا" من السكن في نفس هذه الشقق المخصصة للعائلات بدون بطاقة عائلة!!.. شيء عجيب!!.. أليس كذلك.. إذاً الموضوع موضوع بطاقة وليس شيئاً آخر.. حتى لو أتيت بالمأذون الشرعي والشهود معك.. أتعلمون أن هذه المفارقة الكوميدية "كوميديا سوداء بالطبع" بعرف محترفي الإخراج السينمائي، أي التي تضحك من سخرية وغرابة الموقف، حصلت أمامي.. سأحكي لكم القصة باختصار.. لقد كنت في إحدى مناطق المملكة لقضاء بعض الأعمال، وصادف أن صديقاً لي سبقني لنفس المنطقة.. ولأن فترة مكوثه كانت طويلة وهو من الذين يحنون لحياة العزوبية، ويعز عمل الكبسة بطريقة "زي ما تطلع.. تطلع".. فقد استأجر شقة مفروشة، في شقق مخصصة للعائلات، (ببطاقة العائلة).. وقد قررنا أن نعود سوية إلى الرياض في نفس الرحلة.. ولذلك كان التخطيط أن اقله من سكنه إلى المطار، بحكم استئجاري سيارة من المطار.. وبالفعل عند الساعة الحادية عشرة مساءً كنت في صالة الشقق التي يسكنها في انتظاره.. وخلال انتظاري دخل رجل كبير السن "اجزم أن عمره لا يقل عن السبعين عاماً" ومعه امرأة كبيرة "أكل الزمن عليها وشرب" بيدها عصا وشاب بعمر العشرين من المؤكد أنه ليس ابنهما.. فلا يمكن أن اصدق أن من شاهدتهما تلك الليلة يمكنهما الإنجاب قبل على الأقل أربعين عاماً.. المهم تقدم الرجل من الاستقبال وقال للموظف أريد شقة ليوم واحد.. قال الموظف لا بأس توجد شقة، بطاقة العائلة لو سمحت.. قال الرجل اسمع يا ولدي أنتم ثالث شقق تأجير أحاول أن أسكن لديهم ويرفضون بحجة أن ليس معي بطاقة عائلة، وعلى أن أسعاركم أغلى مما استطيع إلا أني قررت أن أحاول أن أنام الليلة وغداً أعود من حيث أتيت لأنه من الواضح أنني لن استطيع أن أسكن بدون بطاقة عائلة.. قال الموظف "المهم معك بطاقة عائلة يا الوالد".. قال لا.. قال إذاً لا استطيع أن أؤجرك، هذا النظام.. استوعبتم يا إخوتي ويا أيها المسؤولون عما أتحدث.. إني أتحدث عن نظام تطفيش الناس.. تعكير صفوهم.. بسبب أنظمة غريبة، على الأقل استثنوا من هذا النظام من يزيد عمره عن خمسين عاماً.. الذي بهذا العمر من المؤكد أن عنده بطاقة عائلة.. فإذا نسيها أو فقدها.. لا تنومونه في الشارع هو وعائلته.. ضعوا استثناءات لهذه الأنظمة وعمموها.. أين أنتِ يا هيئة السياحة.. هذا موسم سياحة.. وهذا النظام يساعد على تسريب السياح.. نبي حلول مستعجلة، والله من وراء القصد.