وأعني بالمصانع التحويلية تلك التي تحوّل منتجات البترول إلى مواد بتروكيماوية، وقد شكا عدد من ملاك مصانع البلاستيك السعودية من غياب استراتيجية وطنية لهذه الصناعة (هناك في الحقيقة غياب للاستراتيجية الوطنية في كل الصناعات التحويلية) وأكدوا أنهم يتعرضون لمشكلات كبيرة تتعلق بنقص المواد الخام التي تصدر إلى الخارج، وطالبوا بأن يتم تعظيم القيمة المضافة من خلال تطور الصناعات الأساسية إلى صناعات تحويلية، ويبدو أن أرامكو تفضل بيع المواد الخام للخارج حتى لا تضطر فيما يبدو لي - إلى بيعها بالأسعار المحلية التي تقل عن العالمية، ولكن هذه السياسة تهدد 800 مصنع للبلاستيك، وهو العدد الموجود في المملكة بالإفلاس، كما تهدد مصانع أخرى تنتج موادا بتروكيماوية ، وقد يفهم من ذلك أن الدولة لا تريد أن تقام مصانع تحويلية بجانب سابك ، وبالطبع ستنجح في ذلك إذا أرادت وخططت له ، ولكن النتيجة ستكون وخيمة على المدن الاقتصادية بخاصة وعلى الاستثمار في السعودية بعامة ، إذ أن المدن الاقتصادية تتطلع إلى بيع أراضيها للمستثمرين الأجانب ، وهؤلاء يفضلون الاستثمار في الصناعات التحويلية وخاصة إذا حصلوا على خاماتها بأسعار أقل من السعر العالمي كما هي الحال مع سابك التي تحصل على الخامات بالأسعار المحلية ، وبدون الاستثمارات الأجنبية والمحلية في الصناعات التحويلية لا نستطيع أن نحل مشكلة البطالة وخاصة إذا وصل عدد سكان المملكة إلى خمسين مليونا 60% منهم تحت سن الثلاثين .