من متابعتي للنتائج المالية للشركات في الربع الثاني لهذا العام , لفت انتباهي ملاحظة جوهرة ومهمة وهي أن الإعلانات فقط تركز على ارتفاع أو انخفاض الأرباح , نمو أو تراجع في الأرباح , سواء للربع نفسه ومقارمة بما سبقها أو ماتلها من أرباع , ولاحظت هذا الإعلان في كل الشركات التي أعلنت " مبرد , زجاج , سافكو , كيمانول ... وغيرها " ويبدو أنه سيكون هو السمة الثابتة للإعلانات , حتى أنني لاحظت تفسيرا لشركة زجاج لانخفاض أرباحها ذكر نص أعلان الشركة " تراجع المبيعات مقارنة بالربع الأول السابق " ولكن أين الأرقام ؟ الإجابة أنها بدون أرقام , فالإعلانات هي فقط كأنها " قائمة دخل " مختصرة جدا , ولا أجد أي مبرر ومن مبدأ " الإفصاح والشفافية " أن يكون هذا هو النمط المتبع في الإعلانات , وقد يقول قائل إن التفصيل ستجده بموقع الشركة أو تداول بعد نشر الميزانية الربع سنوية أو بنشرة الصحف الملزمة , ولكن السؤال كم عدد من يشاهد الشاشة وأن يعلن على الجميع من أن يكون بموقع الإلكتروني أو صحفية , فلا مقارمة بين من يتابع شاشة أو غيرها . وإذا كان هذا الأعلان بهذه " البسترة " الشديدة الغير مبررة حقيقة فلماذا أساسا تنشر إعلانات الأرباح والخسائر , فقد تكون ليست كل خسارة خسارة حين يكون بها إهلاكات أو إطفاء أو ماشبة ذلك من استثناء , والأرباح ليست كلها أرباح فقد تكون مرتفعة بسبب شيء غير متكرر سواء ببيع أصول أو استثمارات ليست من النشاط الرئيسي , فأما معلومة كافية ولا أقول كاملة لصعوبة نشر كامل الإعلان التفصيلي من خلال تداول , ولكن أن يكون هناك أرقام مبيعات ونسب التغير , والأرباح الإجمالية والصافية , وحجم نمو أو تراجع حقوق الملاك , والتوزيعات المتوقعة إن كان هناك توزيعات للشركات الخاسرة , فإعلانات الشركات الآن لا تعني شيئاً ولا تقدم قراءة "موضوعية" للمركز المالي المقنع للنشر , وهذا الذي يحدث الآن فيه إجحاف كبير للشركات الجيدة التي تحقق نموا بمبيعاتها وبالتالي أرباحها , فيه أيضا تغطية عن الشركات المتراجعة مبيعاتها أو عانت حول ذلك. على هيئة سوق المال بتقديري أن تعيد النظر في صيغة الإعلان , بأن تكون شاملة بالحد الأدنى , ولا نريد صور جميلة بدون مبررات وأرقام , بل العدل والشفافية المقبولة هي الوضوح والإفصاح الشامل والكامل بلا جدال حول ذلك , وأن لا تكون إعلانات لاتقدم معلومات غير دقيقة , وقد تكون تؤدي لقراءة غير موضوعية بعكس ما اتجهت له أو تسعى له هيئة سوق المال السعودية.