نظمت جامعة الإسراء بالعاصمة الأردنية عمّان مؤتمرا تحت عنوان "أبعاد غائبة في حوار الحضارات"، تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، وبمشاركة عدد من المفكرين والعلماء والمثقفين من عدد من الدول العربية والأجنبية، وشارك الملحق الثقافي السعودي بدولة الإمارات العربية المتحدة د. عبدالله الطاير بمحاضرة تحت عنوان (حوار الحضارات في لغة الخطاب الصحفي السعودي - صحيفة "الرياض" نموذجاً) وأوضح د. الطاير في محاضرته أن مفردة "الحوار" دخلت بقوة إلى لغة الصحافة السعودية منذ منتصف عام 2003م، واستلهمها الخطاب الإعلامي السعودي بجميع وسائله التقليدية والإلكترونية، الرسمية وذات الملكية الخاصة لتصبح مفردة أساس في الشؤون المحلية. ومنذ منتصف عام 2008م أخذ مصطلح "حوار الحضارات" يتمكن في الإعلام السعودي مستفيدا من ثلاث مناسبات مهمة هي المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكةالمكرمة ، المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد، ومؤتمر أتباع الأديان الذي عقد في الأممالمتحدة في نيويورك. وعرّف الدكتور عبدالله الطاير موضوعات الحوار في الخطابات الملكية الثلاثة ومن ثم تتبعها في لغة الصحافة السعودية، لمعرفة مدى تفاعل الخطاب الصحفي السعودي مع التوجهات الرسمية للقيادة عن طريق تحليل الخطابات الملكية الثلاثة ومن ثم مقارنتها بالفترة التي تلت مؤتمر الحوار الإسلامي العالمي في مكةالمكرمة. ومن أجل تحقيق أهداف البحث اختار الباحث صحيفة "الرياض" في المدة من 7/6/2008م إلى 30/3/2009م. وذكر الباحث الاسباب التي دفعته لاختيار صحيفة "الرياض" ومنها: أنها تصدر من العاصمة الرياض، وتتمتع بسمعة ممتازة، وذات توزيع مرتفع، وتتسم بجدية كبيرة في طرحها. ونظرا لكثافة التغطية فقد عمد إلى اختيار المقالات التي ركزت بشكل مباشر على حوار الحضارات، حوار الأديان، الحوار الإسلامي العالمي، وحوار أتباع الأديان في مقالات الكتاب والصحفيين التي نشرت في الصحيفة. ولاحظ د. عبدالله الطاير أن مصطلح حوار الأديان جاء في مقدمة المصطلحات الأربعة السابقة على الرغم من تجنب الخطاب الملكي التركيز عليه وتفضيله حوار الحضارات أو حوار أتباع الأديان وذلك حتى لا يثير المعارضين لفكرة الحوار بين الأديان. وخلص إلى قناعة بأن الخطاب الصحفي السعودي لم يتناول الموضوعات الكثيرة التي تناولتها الخطابات الملكية بما تستحقها من اهتمام. وقد تنوعت المقالات بين هامشية في تركيزها على قضايا حوار أتباع الأديان والحضارات، وبين أخرى طغى عليها المظهر الاحتفالي بالمصطلح دونما ترسيخ منهج يأخذ الفكرة إلى أبعد مما بدأت به من موضوعات ويؤكد على أهميتها ويثير حولها جدلا إيجابيا في الصحافة السعودية. وربما يعود ذلك بحسب د. عبدالله الطاير إلى أنه لم تكن هناك مؤسسة معنية بالتواصل مع الكتاب في هذا الخصوص، مما أخضع الأمر لاجتهادات تخطئ وتصيب حسب تقديرها للموضوع. واستعرض د. الطاير الخلفية التاريخية للحوار في المجتمع السعودي بدءاً بالحوار الوطني وانتهاء بالحوار مع الآخر مركزاً على استجابة كتاب المقالات الصحفية في صحيفة (الرياض) للموضوعات التي شملها الخطاب الملكي في نسخه الثلاث. حيث أوضح أن الصحافة السعودية طورت عدداً من التعبيرات المشتقة من الخطاب الملكي، وهي في معظمها لم ترد نصا فيه ؛ فخلال الفترة من 7-6-2008م إلى 30-3-2009م ترددت هذه التعبيرات في صحيفة الرياض على النحو التالي: حوار الحضارات، وحوار الأديان، وحوار أتباع الأديان والحوار الإسلامي في عناوين بارزة في محاولة لقراءة أكثر مباشرة وفي تمرد على المحاذير (الشرعية) التي حاول البعض تهميش مبدأ الحوار من أجلها. واتضح للباحث من خلال تحليل مقالات الكتاب في صحيفة (الرياض) بأن 55% من المقالات اهتمت ببعض القضايا التي ركز عليها الخطاب الملكي، و45% اهتمت بالجانب الإعلامي للمناسبة أو بقضايا ذات أهمية للكتاب ووجدوا في المناسبة فرصة لمناقشتها. وفي نهاية محاضرته أجاب د. عبدالله الطاير عن أسئلة الحضور، وفند وصحح بعض المزاعم والأفكار والمفاهيم التي تختلف مع ما طرحه في محاضرته التي لاقت أصداء واستماعا من الحضور.