يعدد لنا الرحالة الأوربي (ماكس اوبنهايم) كثيرا من الصفات العامة لأبناء الصحراء شملت الصفات الجسمانية التي يتميزون بها عن بقية الشعوب كما ذكر وقدم وصفا دقيقا لأهم ملامح أبناء الجزيرة خاصة البدو .. مشيرا إلى انعكاسات عوامل الصحراء ومناخها القاسي على بعض هذه الصفات وعلى حواسهم السمعية والبصرية إلا أن كون رحلته اقتصرت على عرب الشمال كنموذج فإنه يظل يشككنا في مدى تعميم هذا الوصف على كافة الجزيرة العربية بمساحتها المترامية وتعدد أطيافها .. هنا يقول أوبنهايم : يستطيع كل بدوي أن يتتبع نسبه إلى عهود غابرة ، ويردد الشعراء المتنقلون في الصحراء الأهازيج التي تمجد أعمال وخصال الآباء خاصة منها الشجاعة والجود وكرم الضيافة ويحصلون مقابل ذلك على قطعة من النقود والملابس ، أو حتى على ناقة من الشيخ الذي يمدحونه . طفل بدوي كنموذج للملامح التي ذكرها الرحالة وفي كل مخيم كبير عدد من المنشدين الذين يعرضون فنونهم في المناسبات المتميزة ويعرفون كثيرا من قصائد البطولة والغرام إلا أن الأشعار التي يرتجلونها تتحدث في غالب الاحيان عن المعارك والغزوات ، وعن مزايا خيول وابل القبيلة . وقفة البدوي معتدلة جيدة ، وحركاته هادئة وقورة تنم عن الارتياح مادام غير منفعل . الأمر الذي يحدث بسرعة شديدة ، وقليلا ما تتجاوز قامة البدوي طولا وسطا ، والبدوي في العادة أهيف الجسم رقيق الأطراف ، أما عضلاته فهي ضعيفة النمو خاصة عند الأطراف ، وأما وجهه فهو في العادة نحيف نحيل . ولونه بني يميل إلى الاصفرار ، يزداد بياضا في الشتاء ويصبح داكنا في الصيف وتقع العيون اللوزية الداكنة على خطوط منحرفة تظللها حواجب كثيفة . وتظل العيون في العادة نصف مغمضة بسبب ضوء الشمس الساطع . أما نظرة البدوي فهي حادة . وقوة نظره رائعة تثير عجب الرحالة في كثير من الاحيان . رغم أن قصر النظر ظاهرة غير نادرة . ثم يتميز البدوي بحدة السمع . ولا غرابة في ذلك لأن الصمت الرهيب في الصحراء لا يؤثر سلبيا على حاسة السمع ، وشكل رأس البدوي حاد . وجبينه مرتفع ، وأنفه معقوف على هيئة منقار الصقر ومقطعه دقيق ، إلا انه يصبح مع تقدم السن وتحت تأثير الشمس وأحوال الطقس في بعض الاحيان مشابها لأنف مدمن الخمر في بلادنا ، وشفاه البدوي دقيقة رقيقة في العادة وإذناه صغيرتان . أما يداه وقدماه فتتميز برشاقة لافته للنظر .وتكاد أسنانه تكون ناصعة البياض دائما . وفي حالة صحية جيدة . أما لحية البدوي فهي قليلة الكثافة ونادرا ما يكون الشارب على وجه التخصيص مكتمل النمو وتكون اللحية في العادة كاملة حادة الشكل على الهيئة الاسبانية القديمة ، أما شعر الجسم خاصة على الصدر فكثيرا ما يكون كثيفا بشكل عجيب . وقد يحدث أحيانا عند القبائل المعروفة باللصوصة أن يترك شعر الرأس مهملا متدليا في جدائل سائبة دون استعمال كفيه ، إلا أن تغطية الرأس تعد علامة من علامات الاحترام عند البدو .